أستوقف زوار معرض «الفهد .. روح القيادة » رسالة خطية توصية معـروضـة ضـمن مقتنيات الملك فهد «رحمه الله»، وترجع أهمية الرسالة إلى ثلاثة أسباب، أولها أن مرسل الرسالة هو الملك خالد بن عبد العزيز «رحمه الله»، وثانيها أن الرسالة عنونت بعبارة لافتة هي: «شخصي وسري للغاية»، أما السبب الأخير، كون الرسالة جاءت مكتوبة بخط اليد من الملك خالد، ما يضفى عليها مزيداً من الأهمية التاريخية. كتبت الرسالة على ورقة عادية وبـخـط الـيـد بعيداً عن الرسمية والتكلف، إضافة إلى سهولة العبارة وتناسقها وتسلسلها بأسلوب سهل.

تـقـول الرسالة الخطية: «أخـي العزيز الأمير فهد بن عبدالعزيز السلام عليكم ورحمة الله أخـي: بهـذا الـوقـت الـذي أغـادر فيـه بـلادي، أتـوجـه إلـى الله بـأن يحفظ هذه البلاد دينها واستقرارها وأمنها وقيمها وأن يعيدنا إليها سالمين غانمين، وأن يجعل منكم شخصياً ومن إخوتكم خيراً وملاذاً يعين على طاعة الله وعلى راحـة المسلمين.. وبصفتك المسؤول من بعدي أخصك بدعائي لك بالتوفيق والعون من الله، وأمل أن يكون منك شخصياً ومن كافة إخوانك اهتمام بالغ بأمور المسلمين والنظر فيها على الوجه الشرعي، والعدل في قضاياها الصغيرة والكبيرة، وشعوري هذا ووصيتي وأنـا في طريقي إلى مكان بعيد أجـد أن مـن واجـبـي نـحـوكـم والمسلمين أن أضــع هـذه النصيحة وهـذه الأمانة في رقابكم يسألكم الله عنها مثل ما يسألني. رجـائـي مـن الله سبحانه وتعالى أن يحفظكم ويقيكم شر أعدائكم وأن يحقق على أيديكم للمسلمين ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، فإن الحياة بنا وبكم سفر قصير ولنا ع الماضيين من ومن التاريخ عبر ودروس.. وفقكم الله وجمعنا وإياكم على خير وأرانـا إياكم ونحن وأنتم نرفل في ثياب الصحة والعافية والله يحفظكم».

وقد أكدت هذه الرسالة الخطية الخالدة المرسلة من الملك خالد إلى ولي عهده، آنـذاك، الأمير فهد بن عبدالعزيز «رحمهما الله» الثوابت التي قامت عليها المملكة منذ توحيدها على يد الملك المؤسس «رحمه الله»، والتي تمسك بها أبناءه الملوك البررة من بعده، وساروا على نهجه.

وتحمل الرسالة الخطية، التي ظل «الفهد» محتفظا بها، في طياتها عمق الإيمان وعظم المسؤولية وتقدير الأخوة وقوة الترابط. ولم تقف المكاتبات التي وجهت للفهد عند هذه الرسالة، بل احتوى المعرض على الكثير من المراسلات والأوامر التي تؤكد للزائر في المعرض الثقة التي حظي بها الملك فهد «رحمه الله» منذ نعومة أظفاره من قبل والده واخوانه الملوك، وتبين أنه رجل دولة وصاحب قرار، وأبرزها ما كتبه الملك عبدالعزيز «رحمه الله» باختيار الملك فهد رئيسا للهيئة العليا للإشراف على تنفيذ الأعـمـال والإنـفـاق على المسجد النبوي الشريف عام ١٣٧٠هـ.