أربع صور لسياسات الملك فهد «رحمه الله» استعرضها ضيوف ندوة «سياسة الملك فهد الخارجية» أمس، والتي أدارها الدكتور عبد الله بن عبدالرحمن الربيعي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية العلوم الاجتماعية، مؤكدا، في بداية الندوة، أن أهمية الندوة العلمية تأتي لكونها تجلى عن الثوابت السعودية السياسية بشكل علمي، وموضحا أن السياسة الخارجية للمملكة تأثرت باللك عبد العزيز «طيب الله ثراه» كأب، وكذلك ما ربي أبناءه عليه من تصامن واحترام وتعاون.

«إما أن تبقى الكويت والسعودية معاً أو تذهبا معاً» هذه الكلمة الخالدة للملك فهد «رحمه الله» جعلت الكويتيين يوقنون بعودة الكويت، وهذا ما أكده الأستاذ الدكتور عويد سلطان الهذل بكلية العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت، الذي تناول ي ورشته موقف الملك فهد التاريخي لتحرير الكويت وإعادة الشرعية إليها، وقال «الهدل، إن خطابات الملك فهد ورحمه الله، خلال فترة تحرير الكويت دئت بشكل كبير على سماته الشخصية، كتباته ووضوحه وصدقه، مضيفا أن الدور الدبلوماسي الذي قام به الفهد»، منذ الأيام الأولى للاحتلال، في سبيل حشد التأييد والدعم العربي والدولي، كان له ثقل كبير نتج عنه قرارات مهمة وحاسمة في مجلس الأمن.

وسلط الهذل» الضوء على شخصية «الفهد» وكونه رجل سلام، ومحاولاته مع صدام حسين للانسحاب من العراق سلميا، غير أنه اتخذ مواقف جادة وصارمة بعد عدم استجابة صدام، ما جعل قوات التحالف تقر بأن الجهود والتسهيلات التي قدمتها المملكة لم يكن من الممكن استعادة الكويت بدونها. وثمن «الهذل الجهود الاجتماعية الشعبية التي بذلها السعوديين لدعم أشقاءهم الكويتيين، واصفاً الدور الذي قدمه السعوديون بأنه دور استثنائي، وأنهم تألموا للكويت أكثر من الكويتيين أنفسهم، لافتا إلى دور الإعلام السعودي الذي نجح في طعن الادعاءات العراقية ونقل الصورة الحقيقية بالوثائق والصور الحقيقية.

وختم «الهذل، مؤكداً أنه بعد تحرير الكويت حظي عدد كبير من المواليد في الكويت بتسميتهم بـ «الفهد» امتنانا لدور الملك فهد في إعادة الكويت، وهو ما يتكرر بصورة شبيهة الآن إذ تكرر تسمية المواليد به سلمان، امتناناً وتقديراً للملك سلمان حفظه الله، وما يقوم به لحفظ أمن الخليج العربي عبر «عاصفة الحزم ».

صورة أخرى من صور التعاون الخارجي في سياسة الملك فهد الخارجية رحمه الله، قدمها الباحث المغربي في المخطوطات والتاريخ الدكتور أحمد السعيدي، والتي تمثلت في إنشاء جامعة الأخوين، المغربية، حيث ترجع تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى الملك الحسن الثاني والملك فهد بن عبد العزيز ورحمهما الله،، حيث اعتبرها أنموذجا فريدا في سجل التعاون الثقلية بين الدول وقال السعيدي، إن المملكة قدمت للمغرب مبلغا لحل أزمة انسكاب بقعة زيت كبيرة بالقرب من الشواطئ المغربية، وعندما حلت الأزمة بشكل طبيعي اتفق الملكان على بناء جامعة الأخوين، بهذا المبلغ، وأوضح أن الجامعة حققت انجازات علمية كبيرة وأصبحت مزاراً لرواد عالميين يلقون فيها محاضراتهم ويلتقون بالطلاب من مختلف التخصصات، مشيرا إلى أن الصحافة المغربية احتقت بالجامعة وأبرزت إنجازاتها العلمية الكبيرة.

وأوصى «السعيدي»، في ختام مداخلته، بافتتاح فرع لجامعة الأخوين في السعودية والعمل على استحداث المزيد من المشاريع الثقافية والبحثية المشتركة بين الدول كوجه آخر من أوجه التعاون و الشراكة في السياسيات الخارجية بوجه عام والعربية بوجه خاص. الأزمة اللبنانية والحروب الأهلية في لبنان، كانت أحد المجالات التي وضع «الفهد» بصمة تاريخية فيها عبر «اتفاق الطائف»، فعمل على توصية الجامعة العربية بتشكيل لجنة ثلاثية لحل الأزمة اللبنانية ١٩٨٩م، وتشكلت اللجنة برئاسة الملك فهد «رحمه الله، وملك المغرب الحسن الثاني والرئيس الجزائري الشاذلي، وأصدرت اللجنة بيانا لمجلس النواب اللبناني من الطائف.

وبحسب الدكتور عبد الله بن سراج منسي الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز، الذي قدم ورقة تناولت دور الملك فهد «رحمه الله» في حل الأزمة اللبنانية، فإن الجامعة العربية عكست ثقتها بالسعودية كوسيط في أي منازعات، وهو ما جعلها تكون الدولة الأكثر تأثيراً في اللجنة الثلاثية المشكلة للحل. وخرج اتفاق الطائف بوفاق على أربع أمور أساسية هي الصلاحيات السياسية ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء. ولـفـت مـنـسـي إلـى الـتـحليـل الجغرافية والسياسي والنفسي في اختيار الملك فهد «رحمه الله، للطائف لتكون مقراً للاجتماعات الجانب اللبناني، لتكون بذلك «الطائف حل لعلاج الطوائف»، على حد تعبيره.

فيما تناول الأستاذ الدكتور محمد مراح المحاضر بكلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة العربي بن مهيدي بالجـزائـر، في ورقته جهود الملك فهد «رحمه الله» في حل الأزمة الجزائرية المغربية. وقـال «مـراح، إن الصحافة الجـزائـريـة سلطت الضوء على الدور القيادي الذي قام به الملك فهد أثناء شغله منصب ولي العهد ي فترة حكم الملك خالد «رحمهما الله، ومواقفه في القمة الإسلامية التي عقدت بمكة المكرمة، مشيراً إلـى أن حـرص الملك فهد على التضامـن الـعـربـي والإسلامي واستقرار الأمن جمله الرجل الأول ي الوساطة لحل النزاعات ورأب الصدع، رغم عدم وجـود فائدة مباشرة للسعودية من ذلك.