لابد أن تستولي أشهر صورة للملك عبد العزيز المؤسس «رحمه الله» المعروضة في المعرض وقتاً من كل زائر، وهو يتأمل ملامحه التي تبدو عليها الصرامة، وتلك النظرة الحادة من عينين واسعتين، وهي الصورة الأشهر للمؤسس والأكثر انتشاراً والتي شكلت أحد أهم صورتين للملحق العسكري البريطاني وليم شكسبير حين التقطها بالكويت عام ۱۹۱۰م.
ورغم بساطة الإمكانات والتقنيات المستخدمة في التصوير – أنذاك – إلا أن أشهر صورة للملك عبد العزيز التي اعتمدت على الإضاءة الطبيعية والملتقطة بكاميرا «كوداكا»، حققت جودة فتية عالية جداً جعلتها تنشر في بريطانيا وتعطى للحكومة الإنجليزية. آنذاك، على أنها صورة الزعيم العربي القادم في الجزيرة العربية، بشهادة شكسبير .
قراءة ملامح أشهر صورة للملك عبد العزيز المؤسس ، تلقي الضوء على أنها الصورة الوحيدة له التي يظهر بها صارماً دون ابتسامة صريحة، ويعود ذلك لالتقاطها في الكويت قبل البدء في ملحمة توحيد البلاد، وهو ما يعطي دلالة صريحة على تحمله «رحمه الله» عناء الهم والتفكير لمرحلة لاحقة توحد فيها أرضه ويجمع فيها شمل شعبه، فيما ظهرت ابتسامته في كل صوره خاصة التي مع أبناءه بعد توحيد المملكة.
صورتان اشتهرتا من تصوير الملحق العسكري البريطاني الأولى كانت التي التقطها للمؤسس بالكويت والثانية معروفة ومنتشرة وهي صورة في جيش «إخوان من طاع الله» في «ناج»، وبالتزامن مع صور شكسبير، اشتهرت صور عبد الله فيلبي التي لم تكن صوره تتخذ مستوى واحد من الجودة والسبب، بحسب قراءة المصورين، أن عين فيلبي كانت أحرص على المراقبة والتوثيق فيما كان شكسبير يصور بذهنية الفنان.
العلاقة بين الملك المؤسس «رحمه الله»، والملحق العسكري البريطاني بالكويت وليم شكسبير، تحولت إلى علاقة صداقة، وشارك معه في بعض معاركه، فقد كان شكسبير أول من قرأ صفات القيادة في شخصية المؤسس.