وكونه محط تواصل القيادات العربية والدولية فإن لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله اسلوبه المميز في إدارة ما يطرأ من أمور عاجلة داخلية وخارجية.

فاتصالات الملك فهد المباشرة بين من يعملون معه، ما هي إلا دليل على رغبته للاطلاع على كل صغيرة وكبيرة وعمق تواصله الإنساني مع الطرف الآخر قبل أن تكون مجرد معلومة تنقل له.

الشيخ محمد السليمان رئيس المكتب الخاص للملك فهد: (الملك فهد كان يؤمن بالاتصالات المباشرة وأغلب أعماله كانت ينهيها بالتلفون مباشرة مع ذوي الشأن فمرات عديدة هناك مشكلة يحاول يحلها بالهاتف، يتصل برئيس الدولة مباشرة ويتحدث في المواضيع التي تهم المملكة أو رئيس الدولة يتصل فيه لأنه فتح المجال لرؤساء الدول وللزعماء أن يتصلوا فيه أيضاً في وقت حاجتهم)

هشام الناظر وزير البترول السعودي السابق: (الملك فهد ما كان عنده ساعات عمل محددة ولذلك يجوز أن يتصل كالعادة بعد منتصف الليل مثلاً يسأل عن موضوع معين أو يسأل عن مشروع معين وتصوري أن وزراءه لازم تكون المعلومات عندهم جاهزة في أي مكان هم موجودين فيه عشان يستطيعوا الإجابة بسرعة على الأسئلة التي كانت يثيرها)

رحم الله الملك فهد فقد كان هادئاً رصين التفكير، لطيف المعشر، سريع البديهة، وعرف منذ ذلك الحين وهو في سن الصبا بالتعلق بوالده الملك عبدالعزيز، فكانت تميزه خصلتان كريمتان عرفهما كل من عرفه فيما بعد صبياً وشاباً وكهلاً، تلك الخصلتان هما: الحزم في غير شطط أو عنف واللين دون تراخٍ أو تسيب. وقد كان مدرسة ينهل منها كل من أراد الانتساب لها، ناهيك عن أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز –رحمه الله- كان نهضة حضارية في تاريخ المملكة استطاعت تحقيق أهداف كثيرة من أبرزها رفع المستوى التعليمي والثقافي وتنويع القاعدة الاقتصادية والصناعية وتحسين مستوى الحياة المعيشية للمواطن السعودي”.