عبر الملك فهد حتى قبل اعتلائه العرش عن رغبته القوية في دعم المشاريع الإسلامية المختلفة في المملكة إلا أن العالم لم يتعرف على عمق مشاعره الإسلامية إلا بعد اتخاذه قرار تاريخي بإسقاط كلمتي صاحب الجلالة وإبدالهم بخادم الحرمين الشريفين.

علي حسن الشاعر وزير الإعلام السعودي السابق: (هذه الفكرة كانت من أفكار خادم الحرمين الشرفين الملك فهد بن عبدالعزيز واختمرت في ذهنه فترة طويلة ومن ثم لما عزم عليها شرفني بالدعوة إليه في منزله وأفضى إلي بهذه الرغبة وأمرني أن أعد صيغة مناسبة لهذا الموضوع وهذا ما ذكرته لسمو الأمير سلمان بالحرف فمكثت فترة أفكر في الصيغة لأن كان فيه شيء من الصعوبة لأنه كنا نقول ” جلالتكم ” لكن إذا أردت أن أخاطبه ماذا أقول ، أقول أنت يا خادم الحرمين الشريفين مثلاً ، كانت فيه بعض التعقيد اللفظي بالنسبة للخطاب والجواب وأخيراً وضعت صيغة وتركتها عندي قلت ربما أن الملك يتذكرها في يوم ويطلبني)

وبعد فترة وجيزة جاءت المناسبة.

علي حسن الشاعر وزير الإعلام السعودي السابق :(كان هناك حفل إعلامي لافتتاح مركز التلفزيون بالمدينة المنورة وكنت وزيراً للإعلام وقد أعددت لهذا الحفل وحشدت له كل الطاقات ودعوت له من جميع أنحاء المملكة الرجال الذي حضروا ، فقلت إذا أمرتم ووافقتم الأمر لكم لأن صواب الرأي هو ما ترونه أن يكون إعلان هذا الموضوع هذه الليلة في الحفل الإعلامي الذي سيتم في المركز التلفزيوني ولكن أردت أن تكون لهذه المناسبة العظيمة موقعها هناك ، لأن هناك الميديا تبعها فوافق حفظه الله وعند المساء قدمت الصيغة التي أقرها ووافق عليها وأتى من عنده بالكلمات التي أراد أن يقولها)

من خطاب الملك فهد: (استبدال للقب “صاحب الجلالة ” بلقب أحبه ويشرفني أن أحمله وهو “خادم الحرمين الشريفين”)

المهندس بكر بن لادن رئيس مجموعة بن لادن السعودية: (إعلانها في ذلك اليوم كان فعلاً مفاجأة أذكر الكلمات أنه أستبدله بلقب أحب إلى قلبي وأعتز به خادم الحرمين الشريفين)

علي حسن الشاعر وزير الإعلام السعودي السابق: (في ذلك الحفل قال الملك فهد أعلم اليوم أني أود أن أستبدل صاحب الجلالة بخادم الحرمين الشريفين وهو أسم أحبه وأرغبه وأريد أن يكون هذا هو اللقب الرسمي في الخطاب والجواب ودوا التصفيق في الحفل على مدى دقائق، وسمعه العالم كله وأستقبله بالترحاب والشكر والدعاء لخادم الحرمين الشريفين بأن يبقيه المولى عز وجل عز وذخر للإسلام والمسلمين وللأمة العربية جمعاً هذه حقيقة موضوع اللقب)

د. عبدالله عمر نصيف نائب رئيس مجلس الشورى السعودي السابق: (أيضاً موضوع تغير الاسم من جلالة الملك إلى خادم الحرمين الشريفين في أكثر من اجتماع الملك فهد قال لا أريدكم ان تنادي بصاحب الجلالة لأن صاحب الجلالة هو الله سبحانه وتعالى لكن نحن شُرفنا وكُرمنا بخدمة الحرمين الشريفين فأحب أن يطلق علي خادم الحرمين الشريفين ، وقد أخذت هذه القضية سنة لكي تنفذ ولكنه أصر على تنفيذها وغير المراسلات والأختام وغير ذلك ، ليكون لقب خادم الحرمين الشريفين هو الشرف الذي يعتز به والذي تعتز به المملكة أمام العالم كله أنها حامية الحرمين الشريفين وحاضنة لها وخادمة للإسلام والمسلمين ولحجاج بيت الله والعمار والزوار فإصراره كان أيضاً مثلاً يحتذى به ، قال أن التواضع مطلوب في مثل هذا الموقف لله سبحانه وتعالى ثم أمام المسلمين نحن في خدمتهم ، خادم الحرمين الشريفين شرف كبير يعتز به وأعتقد أنه على صواب في ذلك)

الملاحظ أن الملاك فهد هو أول من اتخذ اللقب في التاريخ. وجميع من حاول اتخاذ اللقب قبله فقد كان فقط يطلق عليهم من باب المدح ولم يتخذوه لقباً للمنادة أو في الخطاب والكتاب. وإنما يذكر اللقب في قصائد المدح فقط.