افتتح برعاية صاحبة السمو الملكي الأمير لطيفة بنت عبد العزيز مساء أمس الأول، الحفل النسائي لمعرض تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز « الفهد.، روح القيادة».. بحضور صاحبة السمو الأميرة الجوهرة البراهيم، وحفيدات الملك فهد «رحمه الله».
واستهلت صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت عبدالعزيز، كلماتها خلال حفل الافتتاح، بالدعاء لأشقائها الأبطال مترحمة عليهم قائلة: «الله يرحم الملك فهد ويرحم الملك عبدالله والأمير سلطان والملك فيصل والملك عبد العزيز والملك سعود والملك خالد والأمير نايف وكل إخـواني وعيالهم، وإن شاء الله با رب الله ياخذ بيد الملك سلمان ويتم علينا نعمة الأمن بأوطائنا، نحن عايشين بنعمة وعز الله يديمها، ولو و نتكلم عن الفهد من اليوم إلى آخر أيامنا ما عدينا أعماله ووفيناها كلها الله يرحمه ويحلله ويجعل الجنة مسكنه »
وعند سؤالها عن أجمل المواقف التي جمعتها بالراحل «الفهد» لم تستطع سموها امتلاك نفسها، من شدة التأثر، وكان دمعها يحكي قصيدة حب ووفاء لملك أمتلك من الشجاعة والشهامة والبسالة ما يجعل الحديث عنه صعب.
ولم تكن درجة تأثر زوجته الأميرة الجـوهـرة البراهيم عن شقيقته الأميرة لطيفة بنت عبد العزيز، وقالت في كلمة لها: «أتحدث لكم اليوم بمناسبة معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز، يرحمه الله، ليس لتذكر الملك الراحل، خامس ملوك هذه البلاد العزيزة، فذاكرة الـوطـن والأمـة الإنسانية مكتنزة بالأفعال والأقوال التي خلدته، وإنما لتعرض لهذا الجيل الوفي صفحات من إرث الفهد باعتباره واحد من قادة العالم العظماء الذين تركوا بصمات واضحة في سفر البشرية وأسهم مخلصاً في خدمة دينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية، وبذل النفس والنفيس في إحلال السلم والتعاون بين شعوب الأرض، كما عمل من أجل أن يلتقي الجميع حـول المشتركات الإنسانية التي تجمعهم ولا تفرقهم، وتقدم لهذا الجيل مدرسته في القيادة والإدارة وتفتح المجال للمهتمين للتعبير عن مكانة الملك فهد في نفوسهم ورصد مسيرته وتوثيق إنجازاته».
وأضـافـت سموها: «من حسن حظ الفهد أن ارتبطت حياته ببناء الإنسان، وترسيخ العمل المؤسسي، وإكمال مسيرة التنمية التي بدأها الملوك الذين سبقوه، رحمهم جميعاً، فكان رائداً من رواد التعليم، ويصف بكلماته تلك المرحلة في حياته فيقول: بالنسبة لي لست غريباً على رجال العلم وطلبة العلم فقد كان أفضل أيامي التي أعتز بها واعتززت بها في الماضي وسوف اعتز بها في الحاضر وفي المستقبل أن شرقني الله تعالى بالقيام بأعمال وزارة المعارف. وفي السنوات السبع التي تولى فيها الـوزارة، يرحمه الله، كأول وزيراً لها وضع للتعليم عموماً وتعليم المـرأة خصوصاً خططاً قصيرة وبعيدة المدى أسهمت بحمد الله في توجيه بلادنا إلى نهضة تعليمية مشهود لها ، وتوسع تعليم المرأة بكافة مراحله، والتحقت بالتعليم العالي، وأرسلت في بعثات دراسية للخارج، وفق ما يسمح به شرعنا الحنيف».
وتابعت سموها: «نتيجة لذلك التخطيط الـسـلـيـم تـحـقـق المـرأة السعودية بحجابها وتمسكها بدينها أعلـى الـدرجـات العلمية وتسجل اسمها في محافل الإبداع والتميز في الطب والعلوم وكافة التخصصات». كما تطرقت سموها إلى مرحلة توليه «رحمه الله» وزارة الداخلية وتوطيده لأركان الأمن والعمل على تطوير أدوات الداخلية، مشيرة إلى أن «الفهد» أعاد تنظيم الوزارة وفق أسس علمية عصرية وأنشأ كلية الملك فهد الأمنية لإمداد أجهزة الأمن بقيادات سعودية شابة ومؤهلة علمياً وعسكرياً للقيام بواجبات الأمن ومهامه. ونـوهـت إلـى فـتـرة تـولـيـه ولايـة العهد والمهام التي أوكلت إليه داخلياً وخارجياً، كما أشارت إلى «عاصفة الحزم» التي هبت استجابة للملهوف ودعماً لشرعية اليمن وتطهيره من المرتزقة الحوثيين، مؤكدة أن هذا الموقف الشجاع من الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» الموقف الذي اتخذه الملك فهد بن عبدالعزيز عندما قرر أن ينتزع الكويت من قبضة الغزاة ويعيدها إلى حكامها وشعبها.
وقـالـت سـمـوهـا: «لقد سجل الـتـاريـخ أن الملك فهـد هـو أول من لقب نفسه بخادم الحرمين الشريفين وحرص على عمارتهما وخدمتهما، وأسس مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف»، مضيفة أن معرض «الفهد.. روح القيادة» يحتوي على مقتنيات الملك فهد الشخصية والأوسمة والأوشحة التي تقلدها والهـدايـا مـن الملوك والرؤساء والمناسبات الرسمية التي حضرها إضافة إلى وثائق رسمية ومخطوطات عدة وأفلاما وثائقية، وكذلك تدشين «موسوعة الملك فهد بن عبدالعزيز» التي أعدتها دارة الملك عبدالعزيز في عشرة مجلدات
تجـدر الإشارة إلى أن المعرض التفاعلي لسيرة الفهد، جذب انتباه حفيداته ممن لم يلحقن بمسيرته، بينما جدد الذكرى لدى حفيداته اللاتي عاصرن عهده، فقد عرضت مقتنياته الشخصية ووثائق رسمية ومخطوطات عدة وأفـلام وثائقية و١٠٠٠ صورة تنشر أغلبها للمرة الأولى. رعت الحفل النسائي الأميرة لطيفة بنت عبد العزيز.