للموت هيبة لا تضاهيها هيبة، موقف له احترامه، موقف تصمت فيه الجوارح، يحيـط به الصـمـت ليـكـون أبلـغ من أي کلام، نشـهد الموت ونحن نعـرف أن من يذهـب إليـه لا يـعـود أبـداً، له تأشيرة واحـدة.. الخـروج دون عـودة.. لتبقـى الحسرة على من نودعهم في القلب فقط. وإن كان «الفهـد»، رحمـه الله، قـد فارقنا بجسـده، لكن ذكراه ستظل حية نابضـة في القلب، تشـهـد لهـا إنجازاته وعطاءه. وما رأيناه في صلاة الجنازة.
ألآلاف مـن الـزوار الذيـن حـضـروا للمعرض، بعضهم كان يتوقف أمام أشياء تلفت انتباهـه فيقـف أمامهـا للقراءة. أو التقـاط صـورة، وآخـرون يستمعون الشرح المشـرفين، وهناك من يقف ليقرأ المعلومات المدونة أمام الصور. ولكن كل هؤلاء حين يمرون أمام الشاشة التي تعرض صلاة الجنازة علـى «الفهـد» حين توفى، ومشـهد الدفـن، فالجميـع يقـف بصـمت صـغاراً وكبـاراً.. نسـاء ورجـالاً، وحتى الأطفال، يقفون للنهاية حتى ينتهي المشهد.
في يوم الأثنين 1426/06/26هـ الموافق 2005/08/01م لفظ الفهد آخر أنفاسه في الدنيا وسلّم الروح إلى بارئها في مستشفى الملك فيصل التخصصي محاطاً بأبنائه وإخوانه، وبويع أخوه عبدالله ملكاً للمملكة العربية السعودية والأمير سلطان ولياً للعهد.
وقد أديت الصلاة عليه يوم الثلاثاء عصراً في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض، بحضور عدد كبير من الأمراء ورؤساء الدول العربية والإسلامية يؤمهم سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ونقل جثمانه إلى مقبرة العود ودفن بجوار إخوانه ووالده الملك عبدالعزيز