متابعة شخصية دقيقة لمختلف وسائل الإعلام، كان يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله»، وصلت إلى حد التواصل مباشرة مع رؤساء تحرير الصحف لمناقشتهم فيما يتم نشره عبر صحفهم، معاتبا أحيانا ومشجعاً أحياناً أخرى، هكذا يؤكد الدكتور فهد العرابي الحارثي، من خلال شهادته المختصرة عن الإعلام في زمن «الفهد»، مشيراً إلى أن الملك فهد كان من المتابعين والمهتمين بالإعلام، وأنه «رحمه الله» كان يؤكد باستمرار على أهمية العناية بالمضمون في مختلف وسائل الإعلام.
وبحسب الدكتور «الحارثي»، الذي رأس تحرير مجلة «اليمامة» وجريدة «الوطن» في عهد «الفهد» ، فإن لرؤساء التحرير في تلك الفترة ذكرى لا تُنسى، سواء كانت اتصالاً مباشراً من الملك لمناقشة موضوع أو اتصالاً لتوضيح موضوع أو حتى للعتاب على موضوع معين .
وأكد «الحارثي، أن متابعة الملك فهد لم تكن تقتصر على الأخبار السياسية، موضحاً أن الفهد، عاتبه على نشر خبر رياضي. وقال «الحراثي»: «نشرنا موضوعا عن شعار لأحد دورات الألعاب الرياضية في الخليج وكانت المملكة غير راضية عن هذا الشعار، مما جعلها تنسحب من الدورة، بناء على اعتراضها على الشمار كونه يرمز إلى أمور لا ترضي الملك فهد، واستعجلنا نحن ونشرنا الشعار، واتصل الملك فهد يعاتب بنفسه شخصيا ويشرح أسباب رفضه للشعار وما هي مدلولات هذا الشعار التاريخية والثقافية، وفهمنا كيف نتعامل مع هذه الأمور التي قد تثير الحساسيات القبلية والاجتماعية والتاريخية» .
ويضيف د. الحارثي: وخـارج إطـار الصحف المطبوعة كان للبث الإذاعي أهمية بالغة جعلت الملك فهد «رحـمـه الله»، يـقـول لمسؤول إذاعة الرياض في ذلك الوقت: «اليوم العالم پرى بأذنيه فلابد أن تكونوا حريصين على المحتوى الذي تبثوه للناس من خلال الإذاعة» ،
وبحسب د.الحارثي فإن حرص الملك فهد على الإعلام بلغ أن كلف الملك سلمـان بـن عـبـدالـعـزيز «حفظه الله»،. حين كان أميراً للرياض، لمتابعة التواصل مع الإعلاميين العرب بنفسه، لأنه كان يريد أن يكون على معرفة بالطرق المباشرة للتواصل مع هذه الوسائل ومع هؤلاء الإعلاميين في أي مكان في العالم، مما أدى إلى تعزيز علاقة الملك سلمان «حفظه الله» بالإعلاميين العرب.