تحاملت أم عبد العزيز على ألمها وحالتها الصحية غير المستقرة، وحضرت لزيارة المعرض، مستعيدة فترة كاملة من حياتها أمضتها وهي ترى «الفهد» ملكاً وترفع أكف الضراعة بالدعاء له بالتأييد والنصر.
ربع قرن تقريبا امتد خلالها حكم الملك فهد «رحمه الله» للمملكة العربية السعودية، شكلت لدى جيل كامل علاقة خاصة بسياسات «الفهد» التي نشأوا في ظلها وأمضوا شبابهم وفق توجيهاتها وأسسها. معرض «الفهد..روح القيادة» شكل همزة وصل من نوع خاص،
إذ أن الناشئة الذين اجتذبهم المعرض للتعرف على تاريخهم من خلال أحد ملوك المملكة، أيضاً التقنيات الدقيقة والمتقدمة في عرض سيرة «الفهد»، فيما جسد المعرض للشريحة الأكبر عمراً، فرصة لتلبية نداء صادر من ذكرياتهم الكثيرة اجتذبهم في فترة طويلة من حياتهم، هذا النداء كان واضحاً في إقبال عدد كبير من الزوار في مرحلة عمرية بعد الخامسة والأربعين.
«أم عبد العزيز» التي أتت على كرسيها المتحرك برفقة ابنتها، بدت متأثرة للغاية أثناء الحديث معها وهي تقول: إن أكثر ما تأثرت به في المعرض هي صور الملك فهد التي يتم عرضها، وتضيف أم عبد العزيز: «درست في الجامعة وعملت في مرحلة حكم الملك فهد، رحمه الله، ووجودنا هنا ضروري مهما كان شاقا على حالتي الصحية، هذا تراثنا وذكرياتنا ومرحلة من حياتنا».
عملت أم عبد العزيز في حقل التعليم متدرجة فيه لتصبح مديرة مدرسة في آخر سنوات عملها، وتقول : «كانت سياسات التعليم في عهد الفهد الأقوى والأكثر تأثيراً، هيبة المعلم لم تغب من سياساته التعليمية والتحصيل التعليمي كان الأفضل كما أن الفهد كان أحدث نقلة حضارية كبيرة في تاريخ المملكة»،
وتوضح أم عبد العزيز أن المرحلة السياسية التي عاشتها إبان حكم الفهد، رحمه الله، كانت مميزة جداً بوحدة الصف ووحدة المشاعر ووحـدة الـولاء، وهو ما تجلى في مرحلة تحرير الكويت التي وصفتها: «كان القلب على القلب وحملنا الكويتيين في قلوبنا».
ودعـت المدارس وخاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية إلى ضرورة تبني رحلة للطلاب إلى المعرض بهدف تعريف الأجيال بالملك فهد «رحمه الله» كقدوة حيث استطاع تحقيق عدداً ضخماً من الإنجازات الكبيرة، وختمت أم عبد العزيز وصوتها يجهش بالبكاء: «الله يرحمه ويجعل مثواه جنات النعيم ويعين الملك سلمان على إكمال المسيرة».