أجمع المشاركون في ندوة «عناية الملك فهد بالشؤون الإسلامية»، التي عقدت أمس في معرض الفهد روح القيادة، على أن خـادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله» قدم كل ما في وسعه لخدمة الحرمين الشريفين وأيضا خدمة المقدسات الإسلامية بشكل عام، خلال فترة حكمه، واستعرض المشاركون في الندوة، التي أدارها الدكتور محمد العوي، جهود «الفهد» في توسعة الحرمين الشريفين والاعتناء بالكعبة المشرفة وطباعة المصحف الشريف.

خدمة المقدسات الإسلامية والحرمين الشريفين

وتناول الدكتور مساعد الحديثي في ورقة عمل قدمها للندوة، جهود الملك فهد في توسعة الحرمين الشريفين والتي أمر بها «رحمه الله» عام ١٤١٤هـ، وأثر هذه التوسعة على المسلمين من كل مكان، وأشار «الحديثي» إلى أن اهتمام الملك فهد رحمه الله، بالشؤون الإسلامية دفعه لإنشاء وزارة خاصة تعني بالشؤون الإسلامية وذلك عام ١٤١٤هـ، لافتا إلى توجيه الملك فهد بترميم الكعبة المشرفة عام ١٤١٧هـ، حين رأى «رحمه الله، أنها بحاجة إلى ترميم في سبيل خدمة المقدسات الإسلامية.

فيما أوضح الدكتور محمد رستم أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف قدم خدمات جليلة ليس فقط للمملكة وإنما للعالم بأسره، مشيرا إلى أن العناية بالمصحف شملت الطباعة الفاخرة والتغليف الأنيق إضافة لخدمات ترجمة معاني القرآن الكريم، والكتابة بدقة وإبداع بالخط العثماني للخطاط عثمان طه، مؤكداً أن هذه الخدمات خدمات جليلة ستبقى لمدى طويل، ويبقى للملك فهد الفضل فيها في خدمة المقدسات الإسلامية. وتناول الأستاذ محمد الموجان في ورقته التصاميم الخاصة بأبواب الكعبة، مشيرا إلى العمل المتقن فيها وأنها قطع فنية تليق ببيت الله، لافتا إلى مشروع ترميم أحجار الكعبة الذي ظهرت فيه البراعة والإتقان.

وتناولت الدكتورة بركة الطلحي مديرة التوجيه والإرشاد النسائي بالمسجد النبوي، في ورقتها، كيف أن الملك فهد أولى عناية خاصة جدا للحرمين الشريفين، وجعل لها أولوية دائمة، وكل من حضر بعده نهج نهجه، مشيرة إلى أن توسعة الحرمين في عهد الملك فهد وصلت إلى ٨٢ ألف متر مربع إضافة لمساحته الحالية.

كما أشارت إلى أن اهتمام الملك فهد بالشؤون الإسلامية وخدمة المقدسات الإسلامية لم يكن اهتماماً مادياً فقط وإنما كان أيضاً في مجال الدعوة للإسلام والتي كانت بـ ٣١ لغة حية. وتمنت «الطلحي» أن يبدأ طلاب المراحل الدراسية العليا عمل بحوث للماجستير والدكتوراه في هذا المجال، وأبدت استعدادها لتقديم العون لمن يريد في ذلك، موضحة أن المجمع يوفر أيضاً طباعة المصحف في عدة قراءات مختلفة. وقد شهدت الندوة تفاعلاً كبيراً من الحضور، كما شهدت عدة مداخلات وأسئلة أجاب عليها ضيوف الندوة.

مساجد ومراكز

اختتمت الجلسة بورقة بعنوان «المناشط الدعوية الخارجية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، قدمها الدكتور عبدالله بن إبراهيم التركي، حيث ألقى الضوء على توجيهات الملك فهد المستمرة وإنفاقه الشخصي على بناء بيوت الله وخدمة المقدسات الإسلامية.

وبين الدكتور التركي أن عهد الملك فهد شهد ٢٤ سنة مليئة بالمناشط الدعـويـة ودعـم الإسلام والمسلمين داخلياً وخارجياً، عبر إنشاء المراكز الإسـلامـيـة والـعـنـايـة بـبـيـوت الله، والمساهمة في جمع كلمة المسلمين وتثبيت الأقليات على دينها. وأشار إلى أن الملك فهد أنشأ مؤسسات تـخـدم الـدعـوة حكومية كـوزارة الأوقـاف ومجمع الملك فهد ورابطة العالم الإسلامي، ومؤسسات أخرى غير حكومية كالندوة العالمية والوقف الإسلامي ومؤسسة الحرمين والهيئة العليا للشباب.

وأوضح أن الملك فهد حرص على تأهيل الأئمة وكفالتهم ، وإنشاء مكاتب للدعوة والإرشاد في قطر والإمارات وموريتانيا وبنجلاديش، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والذي بلغ مجمل ما طبعه بين عامي ١٤٠٥ و ١٤٢٥هـ ما يزيد عن ١٩٠ مليون مصحفاً شريفاً. كل هذا في سبيل خدمة المقدسات الإسلامية.

واستعرض الدكتور التركي العديد من المراكز الإسلامية الخارجية التي أنشأها الملك فهد في بلدان عديدة كلندن وألمانيا وموسكو، إضافة إلى الـعـديـد مـن الـكـراســي والـدراســات الإسلامية بلندن وإيطاليا، لافتاً إلى أن الملك فهد أول من أنشأ هيئة شبابية متخصصة حتى وصلت إلى ٥٠٠ منظمة شبابية إسلامية.