بالرغم من اهتمامه بشؤون الدولة فإن الملك فهد لا يهمل أفراد عائلته السعودية الكبيرة. فإن الملك فهد مع شعبه قصة ترويها الذكريات.

الأمير مشعل بن عبد العزيز: (فهد عرفتوه أنتم كمواطنين أكثر مما عرفته أنا، يأخذني أحياناً الاحترام ويأخذني أحياناً يعني الهيبة واحترام الأخ لأخ وخادم عند ولي أمر فلذلك لساني يعجر اقدر اعطيك صفات فهد في نفسي أنا قد يكون غيري يختلف معي لكن هذه طباعي أنا وبالنسبة أنا أؤكد لك وأقولها بكل صراحة هو خليفة عبد العزيز بالنسبة لي أنا لما لمسته من عطف وتقدير)

الفريق سعد الوسيمر مرافق عسكري للملك فهد: (لا اعرف في تاريخي في خدمة مولاي أن رفض أو سمح بعدم دخول أحد ويترك لكل إنسان حرية ما يقول وعرض شكواه ومناقشته عليها ولا يخرج إلا وهو راضي هذه تجربتي الشخصية وعندي الحجة لا أقول الكلام هذا نفاق لا والله)

الفريق محمد الحمدان البقمي مرافق عسكري للملك فهد: (أتذكر في مره من المرات فيه مرأة في الطرف بعيد جالسة هو شافها ونحن ما شفناها معها ورقة قال حول رح جبلي ورقتها ..قلت وش تبين قالت ابي رخصة سواقها قالت ايش ؟ قالت ودها للملك فهد ، وش قصتك قالت أنا ام يتمان أحط على سيارتي وأوكل يتماني رحت له وقلت عندنا طلب غريب طال عمرك قال ما هو قلت مرأة تطلب رخصة السواقة منك تقول أنها أم يتمان عندها سيارة تحطب عليها وتأكل على يتمانها قال الشؤون الاجتماعية وينها ! قالت أنا أخذ بس ما يكفينا قال كم عدد اولادها الله يجزاه خير هذه أمور كثيرة يسويها أمر لها بمبلغ كبير وحط لها راتب وعطاها ورقة ان يتمانها يعطون من الشؤون الاجتماعية ما يكفيها وقل لها أمر الرخصة ما نقدر نسمح به وأنه من غير الممكن، هذه من ضمن الأشياء اللي لـ مراجعينه)

الفريق سعد الوسيمر مرافق عسكري للملك فهد: (عنده فراسة عجيبة يجي رجل متلعثم وما يقدر يتكلم ويؤلف ويخربط وتقول هذا كلامة يتصيد للكذب نجد الملك فهد يتعاطف معه ويقوم معه ويطلع في الصف الأخير أنه مظلوم، له نظرة في الناس عجيبة جداً)

استمد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- من بيت والده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومجالسه العامرة الزاخرة بصفوة الرجال خصالاً دينية وسجاياً حميدة، زرعت في جوانحه خلاصة خبرة التعامل الإنساني بينه وبين المحيطين به والعاملين بحضرته ومع عامة الشعب الذين خبروا فيه هذه المعاني الإنسانية النبيلة، فتاريخ الملك فهد وسيرته مليئة بالمواقف الملفتة مما لا يمكن حصره أو الحديث عنه في حيز كهذا، إنما هي ومضات من سيرة الفهد العطرة لتذكير الأجيال بمدى إنسانية وحكمة قياداتهم.

هذه المواقف الإنسانية يدركها المرء من قراءته لطرق تربيته لأنجاله واحفاده، وقد كانوا وما زالوا جميعاً يشهدون بحنوه وعطفه وأبوته، فكان لطيفاً معهم ومعلماً في الوقت ذاته، يأخذ في هذا المنحى بما نقل عن الصحابة والتابعين وذوي الرأي من قادة الفكر فيما يتعلق بالتعامل مع الناشئة، ويتجلى هذا أيضاً في سائر معاملاته وأحاديثه مع الناس، فهو شديد في مواضع تقتضي استخدام الشدة، ولين حكيم متأنٍ كلما كان الأمر موضع اللين والروية، وهذه صفة تظهر حتى في المواقف الصعبة التي مرت بها الدولة، بما يعكس بوضوح إنسانية الملك فهد بن عبدالعزيز وخصاله الإسلامية.

ويجد المتابع في محطات حياة الملك فهد -رحمه الله- الحافلة بالمنجزات الكبرى هذا التعامل السلس مع المواطنين مسؤولين وغير مسؤولين، بل إن هذا التعامل يتضح حتى مع الصغار من أبناء هذه الدولة، فالبراعم الصغيرة هم أمل هذه الأمة وصانعو مستقبلها، وإزاء ذلك فإن المتتبع لزياراته التي كان يقوم بها لمدارس المملكة عندما استلم أول حقيبة من حقائب المعارف في بداية تشكيلها يلحظ ذلك الحنو الأبوي الكبير، ويلحظ مدى الذكاء الكبير في تعامل قائد من قادة هذه الأمة مع تلك البراعم الصغيرة، وطرائق أحاديثه معهم، فهو يشعرهم أثناء حواره معهم بأهميتهم، وأهمية ما يتلقونه من معارف وعلوم في مدارسهم، وتلك حوارات سجلتها تلك الزيارات التي كان يقوم بها غفر الله له.