حفيدات الملك فهد يحولن المعرض إلى استقبال منزلي.

حفيدات الملك فهد سجلن بحضورهن اللافت وقفة وفاء لجدهن الراحل، فقد كن طبلة الليلة الناعمة المغمورة بالحضور النسائي يستقبلن من حضر وبرافقن الحاضرات بجولاتهن، يعرفن بالمعروضات ويروين حكايات الفهد ويودعن من غادر من ضيوفهم.. المناسبة التي شهدت حضورا كثيفا تجاوز ٤٠٠ سيدة من صاحيات السمو والمعالي، اتخذت طابعاً عائليا بتضل ما قامت به حقيدات الفهد من حرص على ظيافة وراحة الحاضرات، وكأن المناسبة في منزل إحداهن، وحتى في أدق التفاصيل، كن بوجهن بأنفسين العاملين على الحقل ويقفن على رأس التفاصيل الدقيقة، وتكمل إحداهن ما انشغلت الأخرى عنه بانسجام وكأنهن قمن بتجربة أداء لهذه الليلة الاحترافية عشرات المرات

حكايات الجد

كل من عاش في المملكة العربية السعودية يعرف حكم الملك فهد وسلطته في الحق لكنه استثمر سلطة من نوع آخر لا يعرفها معظمنا عنه، وهي سلطة الجدة مطبقاً مقولة أعز من الولد ولد الولده، في ذاكرة الحفيدات بقايا من حكايات الجد روينها بتأثر تارة وبابتسامة تارة أخرى وهن بتذكرن حنانه في موقف ما.

كان لصاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت فيصل بن فهد وضع خاص كونها أول حقيدات الفهده، وهو ما جعل طلباتها سريعة المنال أيا كانت غرابتها، وتروي الأميرة هيفاء قصة في طفولتها في أحد الليالي التي زارت فيها جدها القهده وعند وقت المغادرة وصلت سيارة ،وانيت تحمل حاجيات لبيت الملك فهد، وأصرت الأميرة هيفاء أن تركب الوانيت، وأن يقود والدها الأمير فيصل رحمه الله السيارة إلى منزلهم، ومع رفض والدها لهذا الطلب استعانت هيفاء بدموعها التجمل سلطة الجد تتدخل بحسم وتنفذ رغبتها فعادت إلى منزلها بـ «الوانيت التي قاده والدها بناء على أمر «الفهد»..

لكن الأمنيات لا تتحقق كلها بهذه البساطة، فقد جلس الملك فهد «رحمه الله»، مع أحقاده ذات يوم، بحسب رواية الأميرة هيفاء، وسأل كل واحد منهم عما يريد أن يكون في المستقبل، وحين وصلها الدور أجابته بأنها تريد أن تصبح مضيفة طيران. وتستدرك الأميرة هيفاء: «كنت منبهرة في صغري بمضيفات الطيران ويسفر عن ورحلاتهن المستمرة وبالأفلام التي نشاهدهاء، وهنا لم يتدخل الملك فهد بسلطة الجد ليحقق أمنيتها بل تدخل بدعواته وقال لها : إن شاء الله ستكبرين وتعقلين وتجدين ما هو أفضل من ذللك لتؤديه…

الغياب عن المدرسة شفرة طفولة متفق عليها، ولم تبتعد الأميرة هيفاء عن حيلة التعب التي لا يملك الأطفال غيرها ليقيموا عن مدارسهم، لكن عندما تكررت المسألة رفض والدها الأمير فيصل ورحمه الله، الاستجابة لها وأمرها أن تذهب إلى مدرستها دون أي غياب، ولجأت هيقاء، إلى سلطة جدها ولم يكلفها الأمر سوی آن تجلس في مجلس الفهد، صامتة، مما أثار استغراب جدها، وبعد الحاجة «رحمه الله في سؤالها عما يكدرها اكتفت بالنظر إلى والدها، فانفرد بها جدها الملك فهد رحمه الله،، وعندما أخبرته أنها منشغلة بزيارة أقاربها ولا ترغب بالذهاب إلى المدرسة، لم يوافقها الملك فهد على التعود على ذلك، معطيها فرصة اخيرة لن تغيب بعدها عن المدرسة.

وتقول الأميرة هيفاء، كوني أول حفيده أخذت كثير من التدليل، ومع هذا ما كان يقيل أن يكون هناك أي شيء خارج عما يتمناه هو لأبنائه وبناته، كما أنه يرفض أي امتياز لأبنائه في ناحية التعليم إذ اهتم كثيرا بتنشئة أبنائه، وكان حريصاً على تعليمهم في معهد العاصمة وما كان عنده أي تهاون ولا يقبل بأي امتياز يعطى لأي من أبنائه في هذا الموضوع وكان حريصاً عليهم، وحريصاً على حرص أبنائه لأبنائهم في هذا الأمر.

درج الحلويات

رغم إقامتهم بالمنطقة الشرقية، إلا أن الأمير محمد بن فهد ، كان حريصاً على التوجه إلى الرياض لزيارة والده الملك فهد «رحمه الله»، وبحسب رواية الأميرة مشاعل بنت محمد بن فهد، فإن والدها كان يؤنبها لكثرة حركتها، وكان الملك فهد بحنانه يوقف هذا التأنيب ويحل أي موقف لصالحها.

وتقول الأميرة مشاعل : أكثر ما كان يسعدنا ونحن أطفال، ولا ننساه، الهدايا البسيطة جدا والحلويات التي كان يخرجها جدي الملك فهد، رحمه الله من درج بجانبه». وتقر الأميرة مشاعل بتحيز الملك فهد للأحفاد والبنات على وجه الخصوص، وتقول: مشاعل التربية مع أولاده كان شديد جداً وتوقعاته عالية جداً من الأولاد بالذات، لكن حنون جدا مع البنات، كان في اختلاف لكن الحب واحد ولكن كان شديداً على الذكور، ومع الحفيدات كان أكثر حناناً ورخاء».

وتضيف: «بالنسبة لي كنت جريئة وكل ما يخطر ببالي أقوله بشكل مباشر لجدي.. وتروي الأميرة مشاعل قصة أخيها الأمير عبد العزيز وهو طفل في أول ظهور رسمي له مع والده وجده وكيف وضع غترته بشكل مرتبك مما جعلها تسقط على الأرض، وما كان تصرف الملك فهد إلا أنه أجلسه بجانبه وطلب منه أن يراقب كيف يصلحها وأمر أن يحضر له البوب كورن».

وتقول الأميرة شاهيناز بنت فيصل بن فهد أنه في أحد الاجتماعات العائلية تدفق الأطفال للسلام على جدنا الملك فهد وتسببوا في ازدحام وارتباك عند المدخل، فوجه لهم الملك فهد «رحمه الله، نظرة واحدة ترتب الأطفال بعدها إلى صف كامل، وتقول: «جدي الفهد رحمه الله من الأشخاص الذين تفهمهم من نظرة واحدة وتنفذ أمرهم».

وتضيف: «كان الملك فهد رحمه الله أبوي وحميم إلى أبعد الحدود وأتذكر أنني كنت حاملاً في طفلي الأول وعندما اقتربت ولادتي وبدأ التعب يظهر علي، نظر لي بعطف وقال القادم فيصل إن شاء الله، وبالفعل أكرمني الله بفيصل واستجاب الله لدعوة جدي..