تمكن معرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز “الفهد.. روح القيادة” المقام في نسخته الثانية بمنطقة مكة المكرمة وتستضيفه محافظة جدة بالخيمة الرياضية بجامعة الملك عبدالعزيز، وهو يشهد اليوم العاشر من عمر فعالياته من جذب أكثر من 700 فتاة على مستوى المملكة ممن توافدن على دورة السمات القيادية للفتيات التي قدمها نخبة من المتخصصات في مجالات التربية وعلم الاجتماع.
كما أبدت الأمهات تجاوباً كبيراً مع البرامج والأنشطة التي خصصت لهن في مجال الأسرة ورعاية الطفل حيث حرصت اللجنة العليا للمعرض على إطلاق منظومة من الدورات في التنشئة القيادية والتي جمعت أكثر من 300 سيدة وفتاة ، وخصصت للوقوف على الاهتمام بزرع الشخصية القيادية لدى هذه الشريحة التي هي في أمس الحاجة للنهوض بمكانتها والاهتمام بتربيتها وتعليمها السلوكيات التي تضعها على أعتاب الشخصية القيادية إضافة إلى تقديم الورش التدريبية ذات العلاقة بالتعايش مع الطفل داخل المنزل وتعليمه السلوكيات المحببة والفضائل الحميدة.
وأبدت سيدات المجتمع رضاهن بما حمله المعرض الذي يستمر على مدى 12 يوماً من روزنامة من الفعاليات التي تجعل منه طفرة حضارية في تنظيم الفعاليات والمعارض بالمملكة على المستوى المحلي والعالمي منوهات بأن المعرض وهو يحاكي شخصية قيادية ك “الفهد” إنما يبرز خصائص القائد ونجاحه عبر المناصب التي تولاها “وزيراً ثم ملكاً على البلاد” حيث وضع الرقي بشأن المرأة والفتاة السعودية في مقدمة أعماله وموضع متابعته الشخصية إلى جانب حرصه على أن يكون المجتمع السعودي في مقدمة المجتمعات المتطورة تنموياً وتعليمياً وصناعياً.
من جهتها أوضحت رئيسة جامعة عفت الدكتورة هيفاء بنت رضا جمل الليل أن المرأة السعودية وصلت إلى مراكز متقدمة وحققت مكانة مرموقة غير مسبوقة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز –رحمه الله- لتكون المعلمة والناشطة السياسية والاجتماعية والطبيبة وسيدة الأعمال مشيرة إلى أن المرأة حصلت على مزايا أخرى بدأت إرهاصاتها في عهد “الفهد” كإشراكها في الحوار والاستماع لصوتها والمشاركة في اتخاذ القرارات في القضايا المتعلقة بالمرأة وبأسرتها، وتم ولأول مرة السماح لها باستخدام بطاقة الهوية الخاصة بها لإثبات هويتها الوطنية بعد أن كانت تستخدم “بطاقة” العائلة لإثبات الهوية.
وقالت: عايشنا خلال مسيرة عملنا الأكاديمية قيادة الفهد لأمور الدولة والتمسنا منه توجيهاته والتي كان من نتائجها اعداد المرأة والفتاة السعودية القادرة على تربية وتنشئة أجيال مستقبلية تساهم في بناء الوطن، وعلى أداء الادوار المنوطة بها في المجال العلمي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي بكفاءة عالية، كيف لا وهذه الشخصية هي التي تسلمت الحقيبة التعليمية في بداية حياته العملية عام 1954م ليبدأ في إطلاق التعليم وتطويره بإنشاء المدارس الخاصة بالبنات، مثل مدرسة دار الحنان بجدة ومدرسة معهد الرياض النموذجي في الرياض في ذلك الحين وإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات في عام 1960م والتي فتحت الباب للكثير من المدارس بمختلف المراحل في المناطق والقرى السعودية المختلفة.
بدورها بينت رئيسة جامعة دار الحكمة الدكتورة سهير حسن القرشي أنه منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز –رحمه الله- زمام الحكم عام 1981م ازداد الاهتمام بتعليم المرأة والفتاة فلم تكتف الدولة بتعليمها في المعاهد بل افتتحت الجامعات التي احتضنتها بمختلف الأقسام والتخصصات وقدمت المنح للدراسة في جامعات خارج السعودية، لتحقق المرأة السعودية من هذه الانطلاقة المباركة النجاح في مجالات عديدة وتقلدها العديد من المناصب، فكانت الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود أول وكيلة مساعدة للرئيس العام لتعليم البنات للشؤون التعليمية في وكالة كليات البنات عام 2000م ، والدكتورة موضي بنت فهد النعيم أول سعودية تشغل منصب الوكيلة المساعدة للإشراف التربوي بالرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1996م .
وقالت سيدة الأعمال عضو مجلس إدارة غرفة جدة الدكتورة لما بنت عبدالعزيز السليمان: في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز –رحمه الله- ساهمت المرأة السعودية في النشاط الاقتصادي حيث افتتحت معظم البنوك فروعاً خاصة بالنساء بلغت 12 فرعاً، ففي مجال التجارة بلغ عدد سيدات الأعمال ما بين 400 إلى 1200 امرأة تملك أو تدير أعمالها التجارية بنفسها، وبلغ عدد المؤسسات التي تملكها النساء 247 مؤسسة والتي تديرها 90 مؤسسة. وأضافت : دفع “الفهد” بالمرأة السعودية للإقبال على مجال الاستثمار وإدارة مشروعاتها بنفسها وإثبات ذاتها وتحقيق مكانة أفضل لها في المجتمع إلى جانب تسهيل الإجراءات لمزاولة عدد من المهن الحرة النسائية، لتظل المرأة في المملكة تستذكر هذه الشخصية العظيمة التي لن ينساها التاريخ لمنجزاتها وإسهاماتها لخدمة دينها وأمتها ووطنها وشعبها بعد أن أسهمت في بناء الوطن وتركت الإرث الكبير الذي يسير عليه أبناء وبنات هذا الوطن.
وابرزت سيدة الأعمال نائب رئيس اللجنة الصناعية بغرفة جدة الفت بنت محمد قباني اهتمام الملك الراحل “الفهد” بالعنصر النسائي حيث ساهم في فتح الأفق البعيد لتعليم المرأة السعودية وتأهيلها لتكون مشاركة في تنمية هذا الوطن ورفعته وذلك في ظل تأسيسه للكثير من الأنظمة والمؤسسات لتكون المملكة في مقدمة شعوب العالم وأهم دولة عربية وإسلامية.
وأشارت إلى أنه من أبرز العلامات التي اتّسم بها عهد الملك فهد ظهور عدد من الإصلاحات الإدارية والتنظيمية ومنها ما هو متعلق بالمرأة السعودية والرقي بمكانتها في المجتمع لتحصد في عهده الزاهر الشهادات العربية والعالمية ومنافسة قريناتها في الدول المختلفة وتحقيق النجاحات الكبيرة في التجارة والاستثمار ومختلف القطاعات والمجالات الاقتصادية داخل المملكة وخارجها.
وقالت سيدة الأعمال سارة بن عايد العايد: المرأة والفتاة السعودية حظيت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز –رحمه الله- بميزات وتسهيلات لم تحظ بها المرأة في دول أخرى، وكانت وفاته يرحمه الله من الوقائع الحزينة على نفوس الشعب السعودي بشكل عام والمرأة بشكل خاص، فهو الداعم الأول لها والراعي لمواصلة طموحاتها وشق مستقبلها. وأضافت: فتح الملك فهد الباب على مصراعيه وأعطى المرأة السعودية صلاحيات واسعة ومتعددة في ممارسة أعمالها التجارية وفتح قنوات عمل جديدة لها وإتاحة المجال أمامها للاستثمار في القطاع الصناعي، وإلغاء شرط الوكيل، والسماح لها بحضور المنتديات الاقتصادية والمؤتمرات، من خلال أوراق عمل، ومداخلات ومشاركات مع أخيها الرجل.
وعقبت المستشارة الاجتماعية نورة بن عبدالعزيز آل الشيخ قائلة: إن مجمل القرارات والأوامر التي أصدرها “الملك الراحل” ووافق عليها كانت أكثر من ممتازة وتصب في صالح المرأة والفتاة السعودية والحفاظ على حقوقها، مفيدة أن المرأة السعودية في عهد “الفهد” تمكنت من متابعة احتياجاتها بنفسها ومزاولة مختلف الأنشطة كفتح المراكز التدريبية والاجتماعية إلى جانب ممارسة عدد من المهن الحرة وتشييدها لعدد من المشروع ومتابعتها بنفسها.
وأوضحت المستشارة الاجتماعية نورة بن عبدالعزيز آل الشيخ أن للملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – بصمات واضحة على العمل الإنساني والاجتماعي وتتمثل في مجالات الإغاثة والإعانة، فلا تجد دولة وقعت لها نكبة إلا وتجد مبادرة كريمة تغمرها العاطفة من الملك فهد بتقديم الإغاثة لهؤلاء المنكوبين أو اللاجئين ومواساتهم في محنتهم منوهاً بما تحقق في عهده الميمون –رحمه الله- من نهضة في جميع أنحاء البلاد حتى أصبحت المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة.