تحت عنوان «السياسة الخارجية للملك فهد».. افتح الدكتور صدقة بن يحمي فاضل عضو مجلس الشوري، الندوة الثالثة، التي عقدت مساء أمس الأول لافتا إلى أن روح القيادة تجلت في العديد من المواقف التي اتخذها الملك فهد «رحمه الله »

واستهل الدكتور عبد الرحمن بن سعد العرابي الأستاذ المساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز، القدوة، بقراءة تحليلية لدور الملك فهد «رحمه الله »، في تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي عام ١٩٩٠م والسياسة الخارجية للملك فهد. وأستهدف بحث « العرابي» استعراض مواقف الفهد، من خلال ثلاثة محاور، جاء المحور الأول بعنوان الأزمة وتفاعلات الإدارة،، تناول فيه الأزمة والانفجار والبحث عن حل عربي للأزمة.

وجاء الدور الثاني بعنوان التداعيات الإقليمية والدولية للغزو العراقي، تناول فيه الوعي العربي والدولي بأبعاد الأزمة والسياسة الخارجية للملك فهد، ومن ثم تناول خلل المشروع السياسي الصدام حسين، فيما جاء المحور الثالث بعنوان الآثار الإقليمية والدولية للغزوه استعرض فيه استقلالية القرار السعودي، وإشكالية الربط بين قضية الكويت وفلسطين، موضحاً أن الملك فهد كان يدرك جيداً أن التهديدات الموجهة من قبل العراق لا تطال الكويت فقط، وإنما تهدد الأمن السعودي، على الرغم من انقسام الصف العربي إلى مؤيد ومعارض حتى بعد استنفاذ الوسائل والطرق الدبلوماسية، مشيرا إلى أن «الفهد» رحمه الله، بدأ بإيجاد حل من خلال البيت العربي الواحد، وأنه كان يحمل إصرارا قويا لبعيد الكويت إلى أهلها.

واستعرض الدكتور محمد عبد المؤمن أستاد قسم الحضارة الإسلامية بجامعة وهران بالجزائر، في ورقته جهود الملك فهد «رحمه الله » والسياسة الخارجية للملك فهد، لحل المشكلات التي كانت قائمة بين الجزائر والمغرب والسعي إلى تحسين العلاقات بين البلدين، لافتا إلى المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية للجزائر إبان الاحتلال الفرنسي. وأوضح «عبدالمؤمن » أن الملكة كانت أول من اعترف باستقلال الجزائر. مؤكدا أن بلاده أن تنس ما قامت به المملكة حين خصصت جزءا من ميزانيتها السنوية لدعم الجزائر بعد الاحتلال، وأن التاريخ سيطل يذكر أن الملك سلمان «حفظه الله» هو من تولى هذا الأمر أنذاك الله.

وقدم الدكتور محمد فتحي الدرادكة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الملك فيصل. ورقة عمل. تناول فيها تاريخ مدينة القدس وارتباطها بالحرمين الشريفين، والدبلوماسية السعودية تجاه القدس في عهد الملك فهد داخل السعودية وفي المحيط العربي والدولي والسياسة الخارجية للملك فهد، موضحة أن سياسة المملكة تجاه فلسطين لم تتغير على مر العصور، وأن الفهد، كان حريصا على إبقاء القدس عربية مسلمة، لافتا إلى أن دفاع الملك فهد عنها كان من المنطلق الديني والعقائدي.

وأكد « الدرادكة »، أن الملك فهد كان حريصا على عدم تهويد القدس والحفاظ على هويتها العربية والمسلمة، وأنه «رحمه الله، كان يكرر كثيرا أنه ضد الاستيطان، مشيرا إلى دعمه لترميم وإعمار مسجد عمر بن الخطاب ومسجد قبة الصخرة والأماكن المقدسة وبيوت المؤذنين، وتمويله لختبرات حفظ المخطوطات وإعادة ترميمها، منوها بأنه كثيرا ما أمر الملك فهد بحملات تبرعات لصالح القضية .

واستعرض ، الدرادكة، جهود الملك فهد وسميه للمحافظ على القدس، من خلال ضفوطه على اليونسكو لتعلن أن التراث العربي في القدس يتعرض للخطر ويحتاج إلى صيانة، وتبرعه «رحمه الله »بكافة التكاليف المقررة لهذا الغرض.

أما الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشيحة من قسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فقد قدم ورقة تناول فيها الخطاب السياسي للملك فهد والسياسة الخارجية للملك فهد، وحدد فترة غزو الكويت أنموذجا لذلك، وأوضح أن الملك فهد التي ۱۰ خطابات و ۳ رسائل أثناء حرب الخليج، مؤكدا أن خطابات «الفهد، تميزت بالوضوح والشفافية والسلاسة وأنها كانت قوية ومؤثرة في ذات الوقت، مشيراً إلى أن المللد فهد كان يستشهد كثيرا بأدلة وآيات من القرآن الكريم، وأنه «رحمه الله، كان يزرع في كلماته الكثير من التباشير والأمل والتفاؤل حيث كان يكرر أن الاجتماع القادم سيكون في الكويت، وكانت خطاباته تلقى القبول من المواطنين.