أشاد المشاركون في ندوة «دعم الأقليات المسلمة»، التي عقدت مساء أمس الأول، ضمن فعاليات ندوات ومعرض تاريخ الملك فهد، بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله» لدعم الأقليات المسلمة في العالم وبالخصوص مسلمي إفريقيا، واستعرض باحثون وأكاديعيون، في الندوة التي أدارها الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقا، مواقف «الفهد» الخيرة تجاه الشعوب الأفريقية، ودعمه لها من خلال إنشاء الأكاديميات الإسلامية والمدارس والمساجد. واستهلت الندوة بورقة عمل قدمها الدكتور عبدالرشيد هدية الله بكلية الشيخ عبد العزيز بن باز للشريعة بنيجريا، استعرض خلالها تاريخ نشأة العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ونيجريا، والتي تمتد إلى أكثر من سبعة عقود.
مؤكداً أن عهد الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، امتلأ بالكثير من المواقف تجاه السعودية. وقال عبد الرشيد: «إن الملك فهد تبنى حج العديد من أبناء نيجيريا على نفقته عبر منح الحج التي قدمها لمن يدخل في الإسلام من غير المسلمين، حيث استضاف ۱۳ حاجا نيجيريا وقدم لهم الهدايا لدخولهم الإسلام.. وانتقل الحديث إلى الدكتور كرم حلمي فرحات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس بجمهورية مصر العربية، والذي قدم خلال ورفته بحثا حول جهود الملك فهد في دعم الأقليات، ورصد من خلاله جهود خادم الحرمين في خدمة مسلمي إفريقيا والأقليات التي امتدت يد الدعم فيها إلى إنشاء المساجد والمدارس والجامعات والأكاديميات، إضافة إلى الدعم السياسي والدبلوماسي والمعنوي والمادي. وأضاف «فرحات» أن الملك فهد اهتم بإنشاء الأكاديميات الإسلامية ومنها الشعب النيجيري في العديد من أزماته ومحنه التي مر بها.
وبين «هدية الله» جهود الملك فهد في دعم التعليم وفتح مكاتب الملحقية الدينية في نيجيريا بعد أن أشار عليه بها الشيخ عبد العزيز بن باز «رحمه الله»، إضافة إلى الجهود التي بذلها الملك فهد في إنشاء المؤسسات الدينية داخل المملكة العربية لخدمة مسلمي إفريقيا. وأكد «فرحات» أن الملك فهد اهتم بتشييد المساجد وتزويدها بما تحتاج من مصاحف وأئمة ومكتبات وساحات خارجية للمصلين، وكذلك اهتم بالمراكز الإسلامية في دول الأقليات التي انتشرت في بلدان كثيرة كواشنطن ونيويورك وفرنسا وغيرها من الدول،كما كان من اهتماماته تشييد المدارس الإسلامية في مختلف البلدان كأستراليا والولايات المتحدة وغيرهما. أكاديميات بواشنطن ولندن وموسكو، إضافة إلى اهتمامه بإنشاء الكليات والجامعات والكراسي العلمية والمعاهد الإسلامية والتي بلغ عددها ٢٠٢ معهدا.
وفي سياق الدعم السياسي والدبلوماسي، أشار «فرحات»إلى أن الملك عهده ناصر الأقليات في المحافل الدولية والمؤتمرات وأرسل الوفود الرسمية للوقوف على مشكلات الأقليات، مختتما ورقته بجهود الملك فهد في الدعم الدعوي والذي تمثل في طباعة المصحف وترجمة معانية وإنشاء إذاعة قرآن كريم وكلية للقرآن الكريم. ٢٢ مكتبا للدعوة في بلدان الأقليات، مشيراً إلى أن الملك فهد رحمه الله، قدم دعما ماليا سواء رسمياً عبر الحكومات أو غير رسمي عبر المؤسسات المعنية بالأعمال الخيرية لخدمة مسلمي إفريقيا والإسلام والمسلمين.
من جهته استعرض الدكتور محمد علي بيومي بكلية الآداب والتربية بجامعة الملك خالد في ورقته، جهود دعم القضية الصومالية في عهد الملك فهد، مؤكداً أن الملك فهد اهتم بالقضايا العربية والإسلامية وأمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي ومسلمي إفريقيا لافتاً إلى أن الملك فهد تولى قضية الصومال سنة١٩٦٤م حين كان «رحمه الله» وزيرا للداخلية في عهد الملك فيصل، كما تبناها حينما تولى الحكم عام ١٩٨٢م وحتى وفاته عام ٢٠٠٥م. وتحدث د. بيومي عن الأزمات الخارجية للصومال منذ عام١٩٦٤م بعد استقلالها وكان له دوراً ريادياً في تهدئة الحرب الأهلية التي نشبت في الصومال بعد الانقلاب العسكري بها عام ١٩٩١م، حيث دعا الأطراف المتنازعة للحوار وشارك في مؤتمر المصالحة بجيبوتي في ١٩٩١/٧/١٤م،
واختتمت الندوة بورقة الدكتور عبدالله عبد الرازق بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، وتناول فيها علاقة المملكة بدول غرب إفريقيا ومسلمي إفريقيا فيها في عهد الملك فهد، مؤكداً أن الملك فهد وقف بجانب دول غرب إفريقيا وساندهم وتبرع لهذه الدول بملايين الريالات، موضحا أن الملك فهد سعي لإسقاط هيمنة دول أوروبا وفرنسا على دول غرب إفريقيا وأنه «رحمه الله» كان يتصدى لأي تدخلات غربية للحفاظ على الهوية الإسلامية لهذه الدول.