على رغـم مـرور عقد على رحيل الفهد، إلا أن سيرته العطرة باقية خالدة في نفوس السعوديين من مختلف الفئات العمرية، تلك السيرة التي عن الآباء، كونه «رحمه الله»، أنموذجاً فريداً لقائد أذهل العالم بأسره. وجسد معرض « الفهد.. روح القيادة»، محطة هامة في نفوس الطلاب، وصافح أكثر من 1140 طـالـب مـن مـراحـل التعليم المختلفة صباح الاثنين الماضي، مسيرة وتاريخ الفهد بانبهار وإعجاب، حيث توافدوا على المعرض، منذ الساعة السابعة صباحاً، تعلو وجوههم ملامح الشوق للتعرف على تاريخ وإنجـازات «الفهد».
وقـال «عـبـدالله إبـراهـيـم الـعوفي » الطالب في المرحلة المتوسطة لم أكن أعرف قصة الفهد، وموقفه في تحرير الـكـويـت مـن أيـدي الـعـابثين، ولكن المعرض عرفني على جزء من سيرته في تلك المرحلة، وطلب منا أستاذنا المرافق بعمل بحث عن جهود المملكة في تلك المرحلة، فالأمر أصبح لي مشوقاً وأرغب في معرفة المزيد عن ذاك التاريخ الذي يعد وسام شرف على صدر كل سعودي.
واتفق معه زميله في نفس المرحلة «زايد مشعل الشيباني»، وقال: كنت أسمع عن الملك فهد، يرحمه الله ولكني اليوم لأول مرة أتعرف فيها على تاريخ حياته وقدراته وشهامته، وأول مرة أسمع صوته، فالمعرض عرفني على وضع الحرمين الشريفين قبل مشروع التوسعة وبعدها الأمر الذي جعلني أفخر بأننا دولة تعز الإسلام ولذلك أعزها الله.
ولم يكن الـوضـع أقـل إثـارة عند الطالب «ماجد الشمري» ، فهو يعرف أمور بسيطة عن الملك فهد ولكنه لم يكن يعرف بأنه كان من مؤسسي التعليم في المملكة وتقلد منصب وزير المعارف قبل توليه الحكم، ولأول مرة يعرف أن فكرة إنشاء مجلس الشورى تعود لعهد «الفهد»، مما يدلل على حرصه على التشاور والـتـحـاور، وأكد «الشمري» أنه استخلص من المعرض أن «الفهد» مدرسة في القيادة والأخلاق والفكر والحوار.
فيما كان الطالب «ضايم السعود» مـبـهـوراً بشكل الأسـلـحـة وتـعـددهـا وأنواعها، فهي كانت محطة مثيرة له في المعرض في الجانب الخاص بمقتنيات الملك فهد ورحمه الله، بالإضافة إلى ساعاته وملابسة وباقـي مقتنياته الشخصية التي لامست جسده يوما قبل أن تصبح معروضة في متحف يحكي تاريخه، فيقول: عندما وقفت أمام ثويه وبشته شعرت بهيبة الموقف وكأنني أقف أمامه،
أما الطالب «منصور الشمري» فقد كانت سيارات الراحل محط اهتمامه واجتذابه، وبحسب تعبيره، فقد تخيل هيئة السيارة التي تمر في موكب عادة دون أن يتمكن من التقاط تفاصيلها، فها هو اليوم يقف ويلمس سيارات خامس ملوك المملكة، إلى جانب مكتبه حينما كان «رحمه الله» وزيراً للمعارف، وقد أسره المكتب الأخضر ببساطته وأناقته.