أكدت ندوة «الإصلاح الدستوري في عهد الملك فهد» أن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله» بذل جهودا كبيرة، خلال فترة توليه الحكم في مجال الإصلاحات الدستورية والسياسية والإدارية، وأوضح باحثون وأكاديميون، شاركوا في الندوة بأربع ورقات عمل، أن الملك فهد حافظ على الثوابت الدينية والتاريخية التي قامت عليها المملكة منذ تأسيسها على يد والده الملك المؤسس عبد العزيز طيب الله كرامه.
وأشار المشاركون إلى أن عهد «الفهد»، تميز بإصدار العديد من القوانين والأنظمة تحت مظلة المرجعية الدينية من باب الإصلاح الدستوري، بالإضافة إلى التنمية الإدارية التي شهدتها البلاد في عهده. وبدأت الندوة التي ترأسها الأستاذ الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي عضو مجلس الشورى، بورقة قدمها الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي وكيل وزارة الإعلام سابقا، عرض من خلالها الإصلاح الدستوري والحوار في فكر الملك فهد بن عبدالعزيز وأوضح «الشبيلي» أن الملك فهد «رحمه الله» طور في أداء مجلس الشورى وفتح باب الحوار،
وكان له مواقفه الثابتة والمؤثرة في قضايا الأمة العربية، كما حدث في موقفه من أزمة الكويت. وأشار إلى أن الملك فهد أنشا جمعية حقوق الإنسان ومركز الحوار الوطني وأصدر القوانين لتنظيم الانتخابات البلدية، وهذا دليل على الإصلاح الدستوري واهتمامه بإقامة دولة يحكمها القانون.
وخلصت الدراسة التي أعدها «الشبيلي» إلى أن الملك فهد سار على نهج أبيه في تحكيم الشريعة الإسلامية واستصدار القوانين الإدارية التي تنظم هياكل الدولة. من جانبها قدمت الدكتور هيا بنت عبدالمحسن البابطين أستاذة التاريخ بكلية الآداب جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، في ورقتها بحثاً علمياً بعنوان «الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رجل السلام»، أكدت فيه أن الملك فهد «رحمه الله»، حمل مشاكل أمته العربية والإسلامية على عاتقه، وكان يهتم بما يجري من أحداث، وسعى إلى لم الشمل وتوحيد صفوف الأمة العربية والإصلاح الدستوري.
واختارت الدكتورة هيا موقفين للملك فهد في معالجة قضايا الأمة وهما: موقفه من القضية الفلسطينية، وموقفه من حرب لبنان، مؤكدة أنه سعى لحل القضية الفلسطينية وأنه كان يؤمن أن القضية لن تحل إلا بعمل عربي مشترك وعلى الجانب الآخر بينت الدكتورة هيا جهود الملك فهد في تسوية الحرب الأهلية في لبنان.
واستعرض الأكاديمي التونسي الدكتور نور الدين الصغير الأستاذ المشارك بقسم التاريخ والحضارة، جامعة الشارقة، في ورقته، سياسة الملك فهد بن عبد العزيز في الدراسات الإستراتيجية الفرنسية، ومكانة «الفهد» العالمية من خلال الدراسات والأبحاث الفرنسية، مؤكداً أن سياسة الملك فهد الخارجية كانت محيرة للغرب وأنه كان سياسيا محنكا وكانت مواقفه للغرب تبدو مواقف قائد يستقرأ الواقع والمستقيل ويرغب في الإصلاح الدستوري.
ولفت الدكتور نور الدين إلى أن انبهار الغرب بمواقف الملك فهد ظهر في مقالات عدة لعدد من الكتاب الغربيين كان أهمها موقفه من حرب الخليج مع إيران. واختتمت الندوة بورقة الدكتورة نعيمة قوينس الأستاذة بكلية الحقوق والعلوم القانونية بجامعة الملك سعود، استعرضت من خلالها الإصلاحات الدستورية و الإدارية في عهد الملك فهد، حيث وصفت هذه الاصلاحات بأنها منظومة متكاملة هدفت إلى التطوير المجتمعي والإصلاح الدستوري.
وأكدت «قوينس» أن الملك فهد حافظ على المرجعية الدينية والتاريخية للمملكة، وحافظ على ما نصه الدستور السعودي في مادته الأولى والسابعة على أن السعودية بلد عربي مسلم دستوره كتاب الله وسنة رسوله. وأشارت إلى أن الملك فهد تميز عصره بإصدار الأنظمة تحت المرجعية الدينية الإسلامية، والإصلاح الإداري في الأجهزة الحكومية والتنمية الإدارية، وأخيرا خطبه الملكية والتي كانت تعد بمثابة دستور لما فيها من رسائل تتميز بخاصية التدرج وترسيخ مبدأ الحوار والمشورة والتواصل وتحقيق الأمن والاستقرار، مؤكدة أن خطب الملك فهد شكلت لحظة تاريخية يستنبط منها القوانين وهي لب الإصلاح الدستوري.