٥٠ عاماً قضاها بدر بن هزاع الدويش كبير مرافقي الملك فهد «رحمه الله»، حيث ظل بجواره يرقبه في حزم الأمـور، يسرها ومسرها، بدا التأثر كبيراً عليه وهـو يـجـول في أجنحة المعرض ويشاهد صور الملك فهد «رحمه الله»، مستعيدا سيرته ومواقفه التي صعب عليه حصرها. وفي حديثنا معه حاولنا أن نكشف عن عادة يومية لم نعرفها عن «الـفـهـد»، فـقـال: إن الملك الـراحـل كـان مـن أكـثر الناس التزاماً بالاستيقاظ مبكراً لعمله أيام الدوام، وأنه لم يعط نفسه مـن الـراحـة قسطاً إلا في وقت إجازته الرسمية.
وتظهر إنسانية «الفهد»، حين قال عنه بدر بن هزاع الدويش كبير مرافقيه، إن الملك فهد «رحمه الله» أقسم أنه لم يبت ليلة وهو يحقد على أحد وإن كان عدواً. ويضيف: «أكثر ما كان يحرص عليه الملك فهد هذه البلد وأهلها، وأول ما يقدمه هو العلم، فمجلس العلم والاهتمام بالعلم كان أولوية وفوق أي شيء آخر».
ويـروي بدر بن هزاع الدويش المزيد من المواقف الإنسانية لـ«الفهد»، ويحرص معه، فيقول: إن الملك فهد «رحمه الله» كان يحرص أشد الحرص على أن يعزم من حوله بنفسه أن يتناولوا طعامهم، ويتأكد من رضاهم وعدم استحيائهم أمام تناول ما يقدم ن لهم، مـؤكـداً أنه «رحمه الله» لم يقطع يـومـاً حديث إنسان بسيط، أيا كان حديثه، سواء في حاجة أو لمجرد الحكي، فقد كان يستمع إلى الجميع وينصت حتى ينتهوا مـن كلامهم. ويستوعبهم مهما ازدحم جدول أعماله.
وظل بدر بن هزاع الدويش طيلة جولته في المعرض يلهج بالدعاء للملك فهد «رحمه الله»، مستعيداً الذكريات، ومستحضرا إنسانية «الفهد» وعطفه. وفي اشتياق كبير، ختم «الـدويـش» حـديـثـه قـائـلاً: «انتظرت هذا المعرض طويلاً لكن الحمد لله التأخير جعلنا أكثر لهف وجعله أكثر تألقاً ».