اهتم الملك فهد «رحمه الله» منذ توليه مقاليد الحكم عام ١٤٠٢ هـ / ۱۹۸۲ م، بتقديم كل ما في وسعه من أجل رفاهية المواطن وتحسين أوضاع معيشته، فقدمت الـدولـة سبل الضمان الاجتماعي، وتم إنشاء المؤسسات الاجتماعية كدور الرعاية الاجتماعية، ودور التربية الاجتماعية، والمراكز الاجتماعية الأخرى، ودعمت جمعيات البر والإعاشة وغيرها من الجمعيات الخيرية حتى تقوم بمهمتها على أكمل وجه.

وحـرص «رحـمـه الله» مـنـذ بـدايـة عهده على تنفيذ خمس خطط تنموية، حيث استكمل خطة التنمية الثالثة ثم التخطيط والتنفيذ للخطط الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، وركزت الخـطـط الخـمـس في مجملها على المحافظة على القيم الإسلامية، وتطبيق شريعة الله وترسيخها ونشرها، والدفاع عـن الـديـن والـوطـن، والمحافظة على الأمـن والاستقرار الاجتماعي للبلاد وتكوين المواطن العامل المنتج بتوفير الروافد التي توصله لتلك المرحلة، وتنمية القوى البشرية والتأكد المستمر من زيادة عرضها ورفع كفاءتها، لتخدم جميع القطاعات، بالإضافة إلى حرصه «رحمه الله» على دفع الحركة الثقافية إلى المستوى الذي يجعلها تساير التطور الذي تعيشه المملكة.

فضلا عن ذلك استمر في إحداث تغيير حقيقي و البنية الاقتصادية للبلاد بالتحول المستمر نحو تنويع القاعدة الإنتاجية وبالتركيز على الصناعة والـزراعـة وتنمية الثروات المعدنية وتشجيع استكشافها واستثمارها، علاوة على تركيزه «رحمه الله» على التنمية النوعية بتحسين أداء ما تم إنجازه من منافع وتجهيزات خلال خطط الدولة التنموية الثلاث، والعمل على تطويره، واكمال التجهيزات الأساسية اللازمة لتحقيق التنمية الشاملة.

وفي عهده «رحمه الله»، ارتفع إلى حد كبير مستوى رفاهية المواطن والرفاه الاجتماعي للمواطنين من خلال الارتقاء بالجوانب التعليمية والصحية، فتطورت الموارد البشرية بدرجة سمحت بسعودة أغلب الوظائف الحكومية، كما اتسع نطاق سعودة وظائف القطاع الخاص.

وتمكنت المملكة خلال هذه الفترة الزمنية، الـتـي تـولـى مقاليد الحكم فيها الملك فهد «رحـمـه الله»، من تحقيق منجزات متميزة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية كافة، توجت بتطور كبير في المجتمع انعكس على الارتـقـاء بمـسـتـوى المعيشـة ونـوعـيـة الحياة في ظل استتباب الأمن وتكريس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

وشهدت المملكة في عهده أيضاً نهضة حضارية شاملة في جميع الحياة الاقتصادية والاجتماعية حيث استطاعت تحقيق أهـداف كثيرة، من أبرزها رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة للمواطنين، وتنويع القاعدة الاقـتـصـاديـة، وتـخـفـيـض الاعـتـمـاد على إنـتـاج النفط الخـام وتصديره كمصدر رئيسي للدخل الوطني، وتنمية الصادرات غير النفطية، والمحافظة على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتنمية المـوارد البشرية وتعزيز دور الـقـطـاع الخـاص، وتحقيق التنمية المتوازنة، واستكمال تنمية التجهيزات الأساسية.