في الندوة الأولى من ندوات روح القيادة «الفهد والإيمان» اتفق مسؤولون عاصروا وعملوا قياديين ومسؤولين في عهد الملك فهد – رحمه الله – على أن خدمة الدين الإسلامي كانت في مقدمة أولويات الملك الراحل، مؤكدين أن الملك فهد قدم خدمات جليلة للإسلام والمسلمين.
وجاءت تأكيدات المسؤولين خلال الندوة الأولى من ندوات روح القيادة التي أدارها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز نائب اللجنة التنفيذية للمعرض، بمشاركة كل من: معالي الدكتور عبدالله نصيف نائب رئيس مجلس الشورى الأسبق، معالي الدكتور عمر قاضي أمين العاصمة المقدسة الأسبق ومعالي الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة.
وأوضح الدكتور عبدالله نصيف في حديثه عن دور الملك فهد في دعم مؤسسات العمل الإسلامي التعليمي والإغاثي في ندوات روح القيادة أن رابطة العالم الإسلامي التي كان أميناً عاماً لها في عهد الملك فهد شهدت تطوراً كبيراً في أعمالها؛ إذ قدم لها الملك الراحل الدعم المادي؛ لتنهض بعملها في الأفرع كافة التي تتولى الأنشطة فيها.
من جهته، استعرض الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة عدداً من الشواهد التاريخية في عهد الملك فهد – رحمه الله – التي أسس لها، مثل التسمية بخادم الحرمين الشريفين، الزيارة السنوية للحرمين الشريفين وقضاء جزء من شهر رمضان في مكة والمدينة ، وهذه أصبحت عادة سنوية، وكانت بمنزلة الانطلاقة إلى توسعة المسجد النبوي من خلال معايشته لظروف المسجد النبوي قبل التوسعة، إضافة إلى اهتمامه بمشاريع الحج والمشاعر المقدسة حتى في ظل مرور الميزانية السعودية بالانخفاض في الإيرادات ففي عام ١٤٢٠ هـ بنيت مسالخ في العاصمة المقدسة بطاقة ٥٠ ألف رأس كل ٨ ساعات.
وأشار الدكتور البار إلى في ندوات روح القيادة أن توسعة الحرم المكي قفزت من ٢١٣٦ متراً مربعاً، وبمصلين يبلغ عددهم ۳۰۰۰ مصل؛ لتصل في عهد الملك فهد إجمالي المساحات ٣٦٦ ألف م٢. من جهته، استذكر المهندس عمر قاضي، أمين العاصمة المقدسة والمدينة المنورة الأسبق، عدداً من المحطات المهمة في تاريخ توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، كاشفاً عدداً من الأمور المهمة في هذا الجانب، في مقدمتها حرص الملك فهد – رحمه الله – على تسريع أعمال التوسعة، وخصوصاً فيما يتعلق بتعويضات الهدم والتوسعة للمواطنين.
وأبرزت الندوة الثانية من ندوات روح القيادة (الفهد والشباب) والتي أدارها أمين مؤسسة العنود الخيرية الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم بمشاركة منظم مؤتمرات «تيدكس” في جدة بندر بن عبدالحليم المطلق، ومؤلف كتاب «دام» ومدير برامج الريادة في «باب رزق جميل» هاشم بن خالد داغستاني ، أبرزت أهمية روح المبادرة والسعي لتحقيق الريادة لدى الشباب عبر طرح الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى فرص لمشاريع استثمارية حقيقية ناجحة وذلك من عرض عدد من النماذج الناجحة للشبان المبادرين خلال الندوة .
وقال الحزيم : إن الملك فهد – رحمه الله – تخطى ظروف الزمان والمكان حيث كان حتى قبل أن يتسلم مقاليد الحكم وفي عهد إخوته الملوك ، سعود ، وفيصل ، وخالد مديراً تنفيذيا للدولة التي عرفت التنمية بعد ذلك عهده بتشييد مؤسسات التعليم بكافة مراحله والمطارات والبنية التحتية والسكك الحديدية ليصبح الملك فهد «أبو التنمية».
من جهته، تناول هاشم داغستاني في ندوات روح القيادة أوصاف القيادة والقائد، قائلا : إن القائد هو من لديه مشروع وفكرة ثم تأتي بعد ذلك مرحلة . تجسيد القيم ، فالإنسان كي يصبح قائدا ليس بالشيء الصعب لأن قيادات المجتمع إذا اصبحت لديهم ثقافة التغيير فمن السهل أن ينجزوا وأن يستمروا في نهجهم القيادي.
بدوره، قال بندر المطلق إنه من سمات القائد تحويل الأفكار إلى واقع مستشهدا في ذات الصدد برحلاته إلى خارج المملكة وبالأخص لدول أوروبا في مسيرته العملية حيث أن هذه المجتمعات تركز على تحويل الأفكار إلى مبادرات وتنفيذها على أرض الواقع.