يعتبر جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين من أبرز الإنجازات الحضارية في المملكة العربية السعودية وأحد المعالم المهمة والرائدة في الخليج، كما يعتبر من المحطات السياحية الهامة في المنطقة الشرقية، ويعتبر كذلك أهم جسر بحري في العالم يصل بين دولتين هما السعودية ومملكة البحرين.

واحتفل الملك فهد «رحمه الله»، وأمير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة «رحمه الله» في ٢٤ ربيع الثاني عام ١٤٠٧هـ بافتتاح الجسر البحري الذي يربط المملكة بالبحرين وطوله ٢٥ كيلومترا وعرضه ٢٥ مترا، ويعد أحد الشواهد التي تعبر عن الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين.

وتعود فكرة إنشاء الجسر إلى عام ١٩٦٥م، عندما قام الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود «رحمه الله» باستقبال الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة خلال زيارته للمنطقة الشرقية، وأبدى آل خليفة – أنذاك – رغبته بربط السعودية بالبحرين، الأمر الذي وافق عليه الملك فيصل، وأمر بتشكيل لجنة مشتركة بين البلدين لدراسة إمكانية تنفيذ مشروع جسر يربط بين البلدين، وكانت تلك البداية لأضخم مشروع ربط بين دولتين في التاريخ الحديث.

وقد بدأ العمل الرسمي في بناء الجسر في ٢٩سبتمبر عام ١٩٨١م، وتم تثبيت أول قاعدة من قواعد الجسور في يوم الأحد ٢٧ فبراير ١٩٨٢م، وفي يوم الأربعاء ٢٦ نوفمبر ١٩٨٦م افتتح الملك فهد «رحمه الله» الجسر بحضور الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، في حدث جمع التطور والإخاء.

ولم تقل أهمية الجسر من الجانب البحريني بل حظي بالأهمية نفسه. حيث ربط البحرين باليابسة بعد أن كانت جزيرة داخل الخليج العربي لا تصلها السيارات ولا المسافرين براً، كما أنه شد أواصر العلاقات الأسرية التي تربط السعوديين بالبحرينيين، وسهل الطريق للوصول إلى البحرين للراغبين بالعمل والدراسة هناك.

ومما يتفق عليه الجميع أن جسر الملك فهد شكل علامة فارقة في تاریخ دول الخليج العربي، واستطاع تغيير الخريطة الجغرافية فيها، كما في البحرين، إذ يمكن القول إنه حولها من جزيرة إلى شبه جزيرة.