بعد جولة دقيقة على مقتنيات «الفهد» المعروضة في معرض «الفهد.. روح القيادة» استعاد صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير ذكـريـات عـن الملك فهد بن عبد العزيز، وكيف كان ببساطته «رحمه الله» يتداول أحاديثه مع الجميع بروح الدعابة وبشفافية عالية وتماسك رغم الأزمة الموجودة، إبان الاحتلال العراقي للكويت.
وقال سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير: «أذكر أنني كنت مرافقاً لـوالـدي أثناء زيارة لـ «الفهد»، رحمه الله، بعد الاحتلال العراقي للكويت، وكان الملك فهد يسأل والدي ممازحا عن نشاطه وإذا ما نوى الزواج، فما كان من والدي إلا أن أجابه بأنه لا ينوي الزواج، وأنه جاء ليطمئن عن أحوال الملك فهد، خاصة أنها كانت فترة عصيبة مليئة بالدعايات والمواقف المضللة، فأجاب الملك فهد ببساطة حديثه وهو يمسك بغترته قائلا: والله إن موقفي الشخصي وموقف المملكة وتوكلي على الله صاف كصفاء غترتي هذه».
وأضاف: «ونحن نرى مقتنيات الفهد لا نملك سوى الدعاء له بالرحمة، لكننا سندرك كم كان بعيداً عن المبالغة في الأمـور وبسيطاً في طبيعته، واثقاً من نفسه يعرف مقدرته ويعرف أن الأمور بيد الله . وتابع: «كان عنده يقين بالله، ولذلك لم نجد إلا المظاهر البسيطة في حياته وأمـوره وهـو بـذلـك كـان قـدوة حسنة للجميع في هذا المجال»، مؤكداً أن الملك الراحل كان من الرجال الذين يذكرون المواقف ويحفظونها ويقدرون الرجال بمواقفهم.
واعتبر سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير أن المعارض أسلوب جديد في توثيق السير الذاتية، وتأخذ أهمية مضاعفة كونها جاذبة للجميع وخارجة عن الطرق التقليدية في التوثيق. وقال سموه: «الملوك الذين مروا على هذه الدولة من حقهم أن يؤرخ لهم مسيرتهم وخطواتهم ومثل ما ذكرت أن الملك فهد دخل التاريخ في تحرير الكويت وفي تحمل المسؤولية ووفقه الله ورزقه القرار الصائب، وفعلاً الأيام أثبتت موقفه ونجح الملك فهد وحقق نجاحاً قوياً، وأنا أعتقد أن أي مواطن سعودي وأي فرد من أفراد الأسرة يجب أن يقدر هذا الأمر للملك فهد، فلولا الله ثم الملك فهد لما تحررت الكويت ولما وصلت المملكة إلى ما وصلت إليه».
وأضــاف: «هـذه المعـارض تـؤرخ وتؤطر مجهودات الملوك الذين مروا على هذه البلاد، وأنا أؤيدها تماما وما شاهدناه في المعرض ممتاز ومميز، والملك فهد يستحق أكثر وأكثر».
واختتم سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير حديثه بأن التاريخ يعيد الآن نفسه مع سائلاً الله أن يـوفـق الملك سلمان عاصفة الحزم، ويحفظ المملكة وشعبها.