« تعلمت من الملك فهد الوفاء والحزم والتفاني لتحقيق الأهداف، ولم أر إنساناً في حياتي يملك من العمق وبعد النظر كفهد بن عبد العزيز، «رحمه الله».. بهذه الكلمات استهل معالي الفريق أول محمد بن حمدان بن مثيب الموركي البقمي، والذي كان مرافق الملك فهد «رحمه الله»٤٠ عاما، حواره معنا.
وتحدث الفريق أول الموركي كيف كان الملك فهد يدير الأزمات، يختلي بنفسه كثيراً، يتمتع بعقلية جبارة، يختزن من المعلومات الجغرافية والتاريخية الشيء الكثير، «كان سياسيا محنكا، يستمع لكل الآراء ، وفي النهاية يكون رأيه صائبا».
ويشير إلى أنه كان يختار من الأمور الأنسب، ولو كان أصعبها ، مادام يصب في المصلحة العامة «فكانت علاقاته الخارجية قوية، ما جعل للمملكة العربية السعودية تقلاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ليس في المنطقة وحسب، بل على مستوى العالم».
وروى الموركي مرافق الملك فهد العديد من المواقف الإنسانية للملك فهد «رحمه الله». منها أنه في إحدى المرات، وأثناء عودة الملك فهد إلى قصره في الرياض وجد امرأة بالقرب من القصر وفي يدها ملف وعندما شاهدها، قبل نزوله من السيارة قال لي: «روح عاين وش عندها بسرعة»، فذهبت للمرأة وسألتها: ماذا تريدين؟ قالت: أنا مواطنة من حفر الباطن، أريد رخصة قيادة لأنني أرملة وأم أيتام وليس عندي من يقضي احتياجاتي، ولا أريد شيئاً سوى رخصة قيادة، وعدت للملك ونقلت له طلبها، فقال لي: تأكد عن طريق حفر الباطن، قنفذت ما أمر به وتأكدت من طلبها وحقيقة ما تقوله وعدت للملك وأخبرته فقال: «نحن أولى بأبنائها منها»، وأمر بشراء بيت لهم وصرف راتب شهري.
موقف إنساني آخر لـ «الفهد» كشف عنه الفريق أول الموركي مرافق الملك فهد، موضحاً أن الملك فهد كان مدعوا على وليمة عشاء عند صاحب السمو الملكي الأمير سلمان في الرياض «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله»، فقال الملك فهد: «خل الأفراد يجون يتعشون معنا»، وكان أحدهم أول مرة يجلس مع الملك على صحن واحد ولم يستطع أن يأكل والجميع لاحظ ذلك ومنهم الملك فهد، الأمر الذي جعل الملك يترك العشاء لما رأى ارتباك هذا الشخص، وقال لنا عندي مكالمة». فقلت للفرد مازحاً: «تعش تعش، قومت الملك، والله لتأكل الصحن كله»، مشيراً إلى أن الملك فهد «رحمه الله» كانت له هيبة كبيرة.