تضمنت ورشة السمات القيادية للأطفال، التي تعقد ضمن فعاليات معرض تاريخ الملك فهد، أساليب إبداعية، ابتكرها القائمون على الورشة، لغرس القيم والصفات الإيجابية في نفوس الأطفال، وتوعيتهم بثقافة التعاون وحب العمل. وتضمنت هذه الأساليب المبتكرة، استخدام القصص لتحقيق هذه الأهـداف، مـن خـلال قصتين تمت الاستعانة بهما.

ورشة السمات القيادية للأطفال: البهارات التي لا ترى

«البهارات التي لا تـرى».. قصة للكاتبة فاطمة الحسين.. ونفذت رسوماتها ريم الماضي، وهي قصة من التراث العالمي، صيغت بطريقة تتناسب مع الـتراث العربي، وفيها تأصيل للسلوك الإنساني السليم والذي أكدت عليه كثيراً القيم الدينية الإسلامية، وتتناول القصة قيمة الـتـعـاون، والمـبـادرة والـمـطـاء، وروح الفريق التي حين تجتمع على أداء فعل للخير فهي تحقق الكثير لروح الفرد والمجتمع وتتسع دائرتها لتشمل الوطن.

قرية نحن

القصة من تأليف الكاتبة منيرة بنت عبدالعزيز السديري، ورسوم الفنانة نورة كريم، وهي قصة عميقة المعاني وتناسب الأطـفـال مـن كافة الأعمار، وهي تحكي عن كلمتي «أنا» و «نحن» وكيف يمكن أن تندمج جميعاً حين نكون كلنا «نحن» وكيف يمكن أن تتحقق الحاجات النفسية كالحاجة للتقدير الاجتماعي والحاجة إلى الحـب والانـتـمـاء في روح الـفـريـق الواحد، إذا انتمينا معا كفريق وقلنا «نحن» معا.

ليست مجرد قصص

ما يميز هاتين القصتين في ورشة السمات القيادية للأطفال أنهما قصص سعودية، ورسمتها فتيات سعوديات، ووجهت لمجتمع الطفل السعودي، وكلها تهدف إلى تأسيس الروح القيادية والمبادرة والتي تحث على قيمة العمل الجماعي والتعاون والمحبة، وفي نهاية كل قصة مجموعة من التدريبات التي يمكن من خلالها إقامة ورش تدريبية للأطفال عليها من خلال المهتمين بشؤون الطفل، وكلها أمثلة حيوية ومن واقع الحياة، ويمكن لمعلمة روضة الأطفال أن تبدأ بها مع أطـفـال الـروضـة، كما يمكن لأطفال المرحلة الابتدائية العمل بها.

وتتضمن هـذه القصص عدة مشاريع يمكن لمـجـمـوعـات الأطـفـال تكوينها، مثل مشروع حصالة الخير، شركة إعادة تدوير المغسـلـة الخـيـريـة، مـشــروع رحـلـة الكتب، نـادي الـقـراءة، كيـف تطعم العصافيري حـديـقـتـك، وكـل هـذه المشاريع كانت في قصة «قرية نحن »،

أمـا قصة «البهارات التي لا تـرى» التي تعرض في ورشة السمات القيادية للأطفال فـاحـتـوت في ختامها على مجموعة أنشطة عن العطاء وهي على التوالي: مجموعة «المشاركة عطـاء» لتبادل القصص والكتب بين الأصدقاء، كما دعت الأنشطة إلى الابتسامة في وجه الأصدقاء ، دعوة زملاء جدد للتعارف بهم، زيارة صديق مريض، زيارة جار مسن، مشاركة الوجبة مع الزملاء، إضافة إلى مشاريع العطاء مثل هدايا الأعياد للمرضى المنومين فترات طويلة بالمستشفيات، زيارة دور المسنين، مشروع نبتة العطاء، مشروع رسائل الاهـتـمـام بـكـلـمـات، مثل كـلـمـات: لو سمحت ، شكراً، من فضلك، بالإضافة إلى زرع قيمة المساعدة في نفوس الأطفال، من خلال التبرع من المال لمن يحتاج أو لمن يعيش أزمة للتفريج عنه.

استخدمت ورشة «سمات القيادة» للأطفال في مختبر «التنشئة القيادية»، والتي يعقد ضمن فعاليات معرض «الفهد،. روح القيادة»، مجموعة قصص وكتيبات متميزة وهادفة للأطفال، وتضمن كتيب عطية وسهوان» للتلوين مجموعة من الصور التعبيرية عن أهمية العطاء والمبادرة ومساعدة الآخرين، وكيف نحولها إلى سلوك يومي في تفاعلنا مع الآخرين ومع مجتمعنا، وهدف الكتيب إلى تعليم الأطفال أن «العطاء» كقيمة لا يجب أن يكون في النواحي المادية، وإنما في السلوك الشخصي للإنسان، حيث تنوعت الرسوم المستخدمة في الكتيب، وضمت عدد كبير من صور البذل والعطاء والتطوع. كما تهدف القصص والكتيبات إلى غرس القيم الإنسانية النبيلة داخل نفوس الأطفال.