يحسب للملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله» أنه أقر ترديد السلام الملكي السعودي في المدارس لغرس روح الانتماء الوطني في نفوس الأجيال، وذلك حينما كان وزيرا للمعارف، وهي النظرة االاستشرافية للمستقبل التي عززت في نفوس السعودين انتماءهم لقيادتهم ودينهم ووطنهم. وقد كلف الملك فهد بن عبد العزيز الشاعر السعودي إبراهيم خفاجي بكتابته ولم يكن النشيد – آنذاك – ُيردد يوميا في ساحات المدارس وافتتاحيات وسائل الإعالام المسموعة والمرئية.

وفي 29 يونيو عام 1984م أطلقت الإذاعة والتلفزيون السلام الملكي أو النشيد الوطني رسميا ليصبح بعد ذلك لغة يومية تبدأ بها السعودية افتتاحيتها على العالم، ويردده ملايين الطلاب والطالبات في مدارسهم كل صباح، وتنشده البعثات الرياضية والسياسية السعودية في المحافل الدولية.

وتقول كلمات السلام الملكي (النشيد الوطني): «سارعي للمجد والعلياء.. مجدي لخالق السماء.. وارفع الخفاق أخضر .. يحمل النور المسطر .. رددي الله أكبر يا موطني .. موطني قد عشت فخر المسلمين .. عاش الملك للعلم والوطن».

وعن تكليفه بكتابة السلام الملكي (النشيد الوطني)، قال الشاعر خفاجي: « إن تكليف القيادة السعودية في عهد الملك فهد له بكتابة النشيد الوطني هو أعلى وسام تلقاه في حياته وسيظل مدينا ً لهذا التكليف والتشريف في أن تعيش كلماته في حناجر المواطنين كلما أشرقت شمس الصباح على هذا الوطن ».

ومن المعروف أن النشيد الوطني السعودي ولد على يد الأمير منصور بن عبدالعزيز « وزير الدفاع السعودي في الأربعينات الميلادية » عندما كلف به عبد الرحمن الخطيب ، وهو قائد فرقة موسيقية استقدمت خصيصا لوضع السلام الملكي للسعودية لعزفه في زيارة للملك عبد العزيز لمصر منتصف الأربعينات، وكان أول سلام ملكي قامت بتأليفه فرقة موسيقية عسكرية بدون كلمات يتم ترديدها مع السلام، كما كانت كثير من الدول تفعل في ذلك الحين.

غير أن مصادر تاريخية تشير إلى أن الشاعر السعودي، محمد طلعت، قام بتأليف السلام الملكيي كنشيد وطني عام 1958م بمناسبة زيارة تاريخية قام بها الملك سعود «رحمه الله» إلى مدينة الطائف، ليظل النشيد يردد حتى مطلع الثمانينات الميلادية، ولكن دون أن يصبح إلزاميا ً في المدارس الحكومية والخاصة.