كان حلم تعليم الجيل عظيما والطموح مشرقا وهمة الناجحين تدفعه للوصول إلى المجد ولكن إصدم الحلم بمرارة الواقع عندما رفض قبوله في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة لقلة أعداد المقبولين حينها، فكادت شموع الأمل أن تنطفي وقاربت شمس الأحلام أن تغيب وبات الشاب عزم المقاطي يصارع اليأس والأمل يتلاشى.

إلا أن الملك فهد بعد مشيئة الله كان قائدا وأبا عطوفا ، فأتى أمره ومكرمته بقبول جميع المتقدمين للجامعات (١٤١٥ هـ) ليكون الأمر الذي دفع بالأمل للمضي قدما، وليفر اليأس إلى الأبد في نفوس الطموحين ويتحقق حلم تعليم الجيل.

الشاب المقاطي الذي لم يفرط في هذه الفرصة وجد واجتهد حتى حاز على شهادة البكالورويس من ذات الجامعة، قبل أن يكمل المسيرة وهو في آخر مراحل درجة الماجستير، منطلقا إلى سماءات الإبداع وميادين العمل في خدمة وطنه بعد أن كان حلم إكمال الدراسة له ولجيله قريبا من شبح (البطالة).

ويعد التعليم أهم وسائل تنمية الموارد البشرية ، حيث يعمل على تنمية معارف الفرد ومهاراته وقدراته ليتمكن من استغلال الموارد والإمكانيات المتاحة في المجتمع بشكل أفضل.

وتبرز أهمية التعليم بشكل كبير في التنمية باعتباره استثمارا اقتصاديا يعمل على تكوين رأس المال البشري والذي يعتبر العنصر الأساسي للتنمية الشاملة ، ويتفوق في أهميته على رأس المال المادي مثل الثروات والموارد الطبيعية.

وقد حققت بعض الدول تقدما اقتصاديا واجتماعي كبيرين رغم افتقارها للثروات والموارد الطبيعية ، وذلك بتركيزها على رأس المال البشري عن طريق التعليم والتدريب.

ورغم أن جميع مستويات التعليم تتساوى في ذلك من حيث أهميتها وفاعليتها في إعداد الأجيال وتنمية مهاراتهم ، إلا أن الجامعات تشكل محور اهتمام الدول ؛ وذلك لأنها تقدم للمجتمع الكفاءات الفنية والإدارية والعملية التربوية والتعليمية في الجامعات هي التي تشغل دورة وظيفية وحيوية في مختلف المجالات ، وهذا ما جعل الدول تلقي بالتبعية على الجامعات في نجاح خطط التنمية وبرامحها. (تعليم الجيل)