شهدت فترة حكم الملك فهد بن عبدالعزيز«رحمه الله» ، توسعاً كبيراً في مجال إنشاء الجمعيات الخيرية والعمل التطوعي، انطلاقاً من مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وقد حظي تأسيس وإنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية بدعم الدولة وتشجيعها ورعايتها. وتعد تلك الجمعيات من أبرز مـؤسـســات الـنـفـع الـعـام الأهـلـيـة ي المجـتـمـع الـسـعـودي، وتـؤدي الـعـديـد مـن المـهـام الاجتماعية المساندة للدور الحكومي في رعاية المحتاجين.
وقد قامت هذه الجمعيات عـهـده «رحـمـه الله» بالـعـديـد من الجـهـود التطوعية وأداء مهام متعددة في مجال الرعاية والتنمية الاجتماعية، واستطاعت أن تكون مثلا يحتذى به على مستوى العالم في تحقيق أهدافها.
وقد بلغ عدد الجمعيات الخيرية الملك فهد «رحمه الله» أكثر ٢١٥ جمعية، منها ٢٣ جمعية نسائية، ووصل عدد أعضائها لنحو ٣٠ ألف عضو، ٢٥٠٠ منهم نساء، في حين بلغ عدد العاملين والعاملات فيها أكثر من ٦ آلاف موظف، فيما بلغت مصروفاتها أكثر من٦٨٥ مليون ريال.
وقد صدرت لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية في عهد الملك فهد بقرار من مجلس الـوزراء، مشجعة على الاستمرار والتوسع ي هذا المجال. وبتضافر الجهود الحكومية والأهلية، أصبح للعمل الخيري مكانته في خطط التنمية والبرامج الحكومية.
وتـنـوعـت أنـشـطـة الجمعيات الخيرية والعمل التطوعي في عهد الملك فهد «رحـمـه الله» لتشمل رعاية المعوقين، والطفولة والأيتام، ورعاية الأحداث، ورعاية المسنين، ومـكـافـحـة الـتـســول، والـتـنـمـيـة الاجتماعية، والجمعيات التعاونية، والإرشــاد الاجـتـمـاعـي، وتـقـديم الإعانات الاجتماعية.
كما قدمت تلك الجمعيات،العديد من البرامج من ضمنها، برامج الإسكان الخيري وتحسين المسكن وبرامج الرعاية الصحية، وبرامج التعليم والتدريب والتأهيل. ولم تغب كذلك البرامج والفعاليات الثقافية عن أنشطة الجمعيات والمؤسسات الخيرية، حيث أقيمت بـرامـج تحفيظ الـقـرآن الـكـريم، والندوات والمحاضرات والأمسيات الدينية والثقافية، بالإضافة إلى نشر وطبع وتوزيع الكتب ونشرات التوعية، واللوحات الإرشادية.
وقد حرص الملك فهد «رحمه الله» على توفير كل ما من شأنه، تفعيل دور تلك الجمعيات واستمرارها في تنفيذ برامجها ومشاريعها، تـوافـقـاً مع احتياجات مجتمعنا السعودي، وذلك من خلال توجيه وزارة الشؤون الاجتماعية بإنشاء جمعيات متخصصة في مجالات الإعاقة، ومتلازمة داون، والإعاقة السمعية، ورعاية مرضى الفشل الكلوي، وغيرها من الجمعيات.
ووضعت الجمعيات الخيرية في عهد الملك فهد «رحمه الله» خططا مستقبلية للارتقاء بعملها ومتابعة إنجـازاتـهـا، وذلك من خلال إعداد برامج تأهيلية تكون خاصة بالعمل الخيري، بالإضافة إلى الـدورات العامة في المجالات الاجتماعية والإداريـة والمالية، واسـتـحـداث أســالـيـب جـديـدة لاستقطاب القدرات المتميزة للعمل الخيري، وتهيئة الظروف المناسبة لاستمراريتهم.
وأصبحت الجمعيات الخيرية في عهده «رحمه الله» تتمتع بتنوع في مصـادرهـا المـالـيـة، بـدلا من اعتمادها على الإعانات المقدمة فقط، وذلك من خلال إيجاد مورد ثابت لها للصرف على الأنشطة التي تمارسها، ومـن هـذه المـوارد الأوقاف الخيرية، التي يعد الملك فهد «رحمه الله» سباقاً فيها.
كـمـا قـام «رحـمـه الله» بحث المحسنين بوقف ما لديهم من عقار، ليحول ربعه للجمعيات الخيرية، واستجاب لدعوته الجميع.