اتفق الملك فهد مع سفيره في واشنطن الأمير بندر بن سلطان على شفرة ينقل من خلالها الموعد المقترح لبدء عمليات الهجوم الجوي استعدادًا لتحرير الكويت. كانت الشفرة (عائلة سليمان الحيلي) وهي شخصية يعرفها الملك فهد والأمير بندر واتفقا على أن يبلغه بالهاتف أن عائلة سليمان الحيلي ستعود إلى المملكة في ساعة محددة. استقبل الملك فهد مكالمة من الأمير بندر ودار حديث عام قبل أن يختمه باستئذان الفهد بإرسال عائلة سليمان الحيلي التي تعالج في أمريكا إلى المملكة.
عائلة سليمان الحيلي لا يعرفها CIA ولا KGB
الفطنة السياسية لدى الملك فهد بن عبد العزيز، جعلته يختار كلمة سر للإيذان ببدء العمليات العسكرية في حرب الخليج بحيث تكون بسيطة في طريقة الإرسال صعبة في التشفير.
في واشنطن كانوا في انتظار الإشارة السرية النهائية لبدء الحرب. سفير المملكة العربية السعودية الأمير بندر بن سلطان قابل وزير الخارجية الأمريكية جيمس بيكر. جيمس بيكر أبلغ السفير السعودي بساعة الصفر وأنهم في حاجة للإذن من الملك فهد بن عبد العزيز ببدء العملية. الأمير بندر أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنه سيهاتف الملك فهد مباشرة، فطلب منه بيكر استخدام الهاتف المشفر. إلا أن الأمير بندر بن سلطان قال له: “كلمة السر التي عندي يا سيد بيكر، أنا أأكد لك أنه حتى CIA و KGB لو اجتمعوا مع بعض لن يحلوها”. وخلال استغراب وزير الخارجية الأمريكي، اتصل الأمير بندر بالملك فهد بن عبد العزيز.
السفير: طال عمرك، عائلة سليمان الحيلي!
الملك: وشو!
السفير: عائلة سليمان الحيلي.
الملك: إيه! كيفهم؟
السفير: والله يا طويل العمر وضعهم سيء. ولكن أنا أفضل لو نرسلهم لكم لأن وضعها سيء ويمكن لو رجعوا خل اللي يكتب الله لهم يصير عند اهلم.
الملك: الله يكتب اللي فيه الخير. متى بترسلهم؟
السفير: بيوصلونكم الساعة XX.
الملك: خير إن شاء الله. الله يكتب اللي فيه الخير. ما فيه مانع.
أي شخص يطلع على هذه المكالمة مهما حللها سيجد أنها مكالمة عادية بين ملك وسفيره الذي يرعى مصالح مواطنيه المبتعثين للعلاج في الخارج (عائلة سليمان الحيلي). ولا يوجد أي شيء يدل على أنه كلمة السر أو شفرة الإذن ببدء العمليات العسكرية في عمليات عاصفة الصحراء في حرب الخليج وتحرير الكويت.
رجل الحرب والسلام في روح القيادة
الملك فهد قد وضع على عاتقه مسؤولية بذل ما يستطيع لدعم إخوانه وأشقائه العرب والمسلمين في كل مكان. وعلى الرغم من أن الفهد كان رجل السلام الباحث عن الأمن والاستقرار في العالم، إلا أنه في الوقت ذاته جندي أول على حدود بلده لا يتوانى أن يتخذ أي قرار في سبيل حماية وطنه وشعبه من أي مخاطر قد تهدد أمنه واستقراره.
فلما اقترب الخطر على بلاده ولم تجدي محاولاته السلمية لوأد الفتنة، ظهر الجانب الآخر في شخصية القائد الحازم الذي اتخذ قرار الحرب دفعاً للشر ونصرة للحق. مثبتاً أنه يدعو إلى السلام من منطق قوة لا ضعف.
معرض وفعاليات تاريخ الملك فهد روح القيادة قد أفرد قسماً خاصاً لتاريخ الملك فهد مع عمليات السلام في العالم وجهوده في البحث عن السلام واتخاذ القرارات الصعبة في حال لم تجدي المحاولات السليمة. عائلة سليمان الحيلي، كانت أحدد المواضيع التي ناقشها المعرض.