اكتسب المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية ، سمعة عالية وأصبح أحد المهرجانات العالمية التي يشار إليها بالبنان. وبدأت انطلاقة المرجان حين افتتح الملك فهد بن عبدالعزيز «رحمه الله» ، دورته الأولى في ٢٣ مارس ١٩٨٥م، ويهدف هذا المهرجان (الجنادرية) إلى التأكيد على أهمية التراث والعمل على إحيائه، وربطه بالهوية والانتماء والأرض، كما بهدف إلى توضيح العلاقة التبادلية بين التراث والنمو الثقاية وإظهار الجانب الحضاري للوطن. ويشتمل المهرجان على العديد من الأنشطة الثابتة سنوياً، منها الأنشطة التراثية والحرف اليدوية القديمة والتي تجسد أصالة منظومة القيم والتقاليد السعودية، وقد أصبحت هذه الأنشطة سمة من سمات المهرجان، الذي يشهد تجديداً سنوياً.
وتقام ـ أيضاً ـ سنوياً في الجنادرية خيمة للفنون التشكيلية لعرض إبداعات الفنانين التشكيليين السعوديين، وهناك القرية التراثية، والأجنحة التي تمثل كل مناطق المملكة، والتي يتم التحضير لها كل عام لضمان استمرارية التجديد والابتكار ي العرض، ويقدم كل جناح يمثل منطقة بعروض فلكلورية راقصة، وعروض لأزياء المنطقة ومقتنياتها.
ويبدأ مهرجان الجنادرية بحفل افتتاح كبير يحضره رؤساء بعض الدول، ويستضيف المهرجان دولة كل عام بهدف إبراز تاريخها وتراثها، بعد دعوتها لزيارة هذا المهرجان الوطني والتعرف على تراث الوطن وتطوره. وفي الجانب الثقافي يقام على هامش المهرجان برنامجاً فكرياً وثقافياً بتناول الموضوعات والقضايا الوطنية والعربية والإقليمية، وقد حظيت العديد من الندوات بعناوين هامة شغلت حيزاً من فكر مثقفي الوطن في الداخل والمفكرين الزائرين أو المدعوين للمشاركة، ومن أبرز العناوين التي شهدها المهرجان في الدورات السابقة: الإسلام والغرب، مستقبل الثقافة العربية، الإسلام والديمقراطية، مستقبل الإنسانية في عالم واحد وحدود متعددة وغيرها من القضايا في الساحتين العربية والدولية.
ويحظى مهرجان الجنادرية بزيارة الكثير من المواطنين من مختلف المناطق، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات العالمية والعربية التي تمت دعوتها، كما يقوم المهرجان سنويا بتكريم رموز الفكر والأدب والأعلام في الوطن، وهناك أنشطة مخصصة للمرأة، إضافة إلى مشاركتها في التخطيط والتنظيم وإدارة الندوات.