حب الملك الفهد بن عبد العزيز للخيول وركوبها كان من صميم شخصيته فالفارس العربي الأصيل يكون عاشقاً متيماً بالأحصنة العربية الأصيلة وكعادة الفهد يحب الخير للجميع حرص على أن يعلم أقاربه ركوبها فيتحدث نائب وزير الدفاع سابقا الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز عندما كنت طفلاً صغيراً كنت أهرب من ركوبها فلها في نفسي رهبة اذ ذاك، وكان الملك فهد يلزمني بركوبها الى درجة أنه في يوم من الأيام غصبني على ركوبها وثبتني بالحبال حتى لا أنزل وحرص على أن يغرس في نفوسنا حبها وركوبها.
يذكر أنه وكان الملك فهد في شبابه يشارك إخوته الكبار وأبناء عمومته وعدداً من الفرسان في السباق، وكان الأمراء آنذاك والفرسان يمتطون صهوات جيادهم بأنفسهم عند انطلاق السباق في منظر أخاذ، حيث تصطف الخيول جنباً إلي جنب عند بدء السباق على مدى المضمار الشمالي، يستعرضون بها مهاراتهم الفروسية، حيث يطلقون تلك الرماح والبنادق في الهواء ثم يلتقطونها وهم على ظهور الجياد، قبل أن تهوي إلى الأرض عند صرخات المشجعين والمشاهدين.
وبلغ من حب الملك فهد في شبابه للفروسية وتعلقه باقتناء الخيل آنذاك أن أصبح يملك مربطاً مشهوراً في جنوبي الرياض، يملكه مع أخيه الأمير عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن، ويقع ذلك المربط قرب مربط الأمير محمد بن عبدالعزيز، وكلا المربطين يقعان فيما يعرف اليوم بمسجد العيد جنوبي الرياض.
اهتمت الدولة السعودية منذ تأسيسها بالخيل العربي فعلى ظهورها استطاع أئمة الدولة توحيد معظم أرجاء الجزيرة العربية. وقد تجلى ذلك الاهتمام بأعداد الخيل التي اقتناها أئمة الدولة فقد كان لدى الإمام سعود حوالي 2000 من الخيل. لذلك، تعد الدرعية أرض الخيل العربية الأصيلة ولم تعرف الخيل العربية الأصيلة اهتماماً كبيراً كالذي لاقته من اهتمام الأسرة المالكة أسرة آل سعود. واستمر ذلك الاهتمام حتى عهد مؤسس دولتنا وباني نهضتها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الذي وحد أرجاء البلاد وكان يمتلك عدداً كبيراً من الخيل قارب الألف وقد حرص على أن يقتني سلالة خيل آل سعود.
إهداء الخيل العربية لها رمزية عظيمة لدى بعض الدول فقد أهدى الإمام فيصل بن تركي عدداً من الخيول العربية الأصيلة إلى عباس باشا الأول حاكم مصر. كما أهدى الملك عبدالعزيز أعداداً كبيرة من الخيل إلى ملوك وزعماء أوروبا كالفرس الجميلة طرفة التي ندشن التحفة الخاصة بها اليوم والحصان الصقلاوي والفرس كروش التي أهداها للسير كلايتون بعد توقيع معاهدة جدة. كما لا ننسى أن نذكر المهر المهلهل الذي أهدي للثري الأمريكي تشارلز كرين الشهير بـ»صديق العرب» الذي زار المملكة عام 1927م التقى خلالها نائب الملك في الحجاز الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وعام 1931م التي التقى خلالها الملك عبدالعزيز وكانت سبباً من أسباب اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية.
هذا وقد انتشرت صورة نادرة تعود إلى الأربعينيات الميلادية لإسطبلات خيول الملك عبد العزيز في الخرج، التي كانت تُنتج أفضل سلالات الخيول العربية الأصيل.
يشار إلى أن الملك عبد العزيز من بدء حياته وإلى ما بعد ظهور السيارات والطيارات كثير العناية بالخيول الأصيلة، وكانت إسطبلات خيوله الخاصة به في الرياض سنة 1355ه/1936م تحوي أشهر المرابط، وقدر عددها يومئذ بنحو ألف فرس، وإنها ترعى في أنحاء مختلفة من الصحراء، منها 200 احتضنها الملك عبد العزيز بالتفضيل على سواها، لأن معظمها من خيول أجداده، فوضعها في واحة الخرج حيث تجد كفايتها من البرسيم الحجازي، وتشرب من مياه الينابيع الجارية في الخرج.
وقد كانت من أجود جياده في حروبه الأولى فرس يفضلها جلالته لركوبه هي التي يسميها “عبيّة”، وأخرى اسمها “منيفة”، ولقد قتلت في إحدى المعارك واستعاض عنها بفرس أخرى تسمى الصُويتية.