استطاع الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله» خلال فترة حكمه التي امتدت لنحو ربع قرن أن يرسم لهذا الوطن دروب الازدهار والنماء والرخاء حتى أصبح أسم المملكة علماً يشار إليه بالبنان في كل محفل من المحافل الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية.
ولعب الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله» دوراً كبيراً في جعل المملكة دولـة تسابق الـزمـن عـبر خططها التنموية الخمسية التي وضعها بكل ثقة واقتدار وطمأنينة على مسالك تقدم سريع مستشرفة آفاق مستقبل أفضل. ففي عهده «رحمه الله» ارتبطت المملكة بعهد عرف بقفزات نهضوية واثبة في مختلف مجالات وميادين التنمية، وكانت حياته حافلة بالعمل المثمر الموصول بشكر الله سبحانه وتعالى.
وأمضى الملك فهد «رحمه الله» أكثر من نصف قرن وهـو على سدة مسؤوليات كبيرة في الدولة، باذلا من وقته وجهده وأمواله الكثير للارتقاء بهذا الوطن إلى أرفع المدارج والرتب فكان له ذلك تصميم على مواصلة البذل والعطاء للاستفادة القصوى من كل تجربة عالمية في مجال تقدم الأمم مع التمسك بتعاليم ومبادئ ال العقيدة الإسلامية السمحة.
وقد نجح الملك فهد «رحمه الله» في تحقيق هذه المعادلة العظيمة بعدما تمكن من تحقيق تقدم كبير لهذا الوطن دون الذوبان في ثقافات وحـضـارات الغير رغـم التأثر بها، فقد كان يراقب الله في السر والعلن ويدعوه أن يحقق لهذه الأمة ما تصبو إليه من رفعة ومجد في ظل الكتاب والسنة.
وكانت الخطوط العريضة التي رسمها الملك فهد «رحمه الله» للتنمية الشاملة قد حققت لهذا الوطن نهضة كبرى ما زالت وستبقى علاماتها ماثلة للعيان، فثمة مكتسبات حضارية كبرى – يصعب حصرها وتعدادها – تحققت بفضل الله ثم بفضل جهود الملك فهد. كما تمـكـن المـلـك فـهـد «رحمه الله» من دراسة كافة السبل المؤدية إلى تعزيز الـقـدرات وشحذ الهمم للوصول إلى غايات التنمية الشاملة، فأنشأ المشروعات الخدماتية الكبرى التي كانت انعكاساً طبيعياً ومباشراً لطموحات وآمال ورغبات المواطنين.
إذ كانت مصلحة المواطن مقدمة على كل المصالح، وهـي فلسفة مستمدة من عرف السياسة الحكيمة منذ عهد التأسيس، فالثروة البشرية أغلى ثروات الوطن على الإطلاق، والعرف مستمد في أصله من مبادئ العقيدة الإسلامية التي كرمت الإنسان ورفعت منزلته وقدمته على سائر المخلوقات بحكم خلافته في الأرض لحرثها وزرعها.