قبل ثلاثة عقود كانت أرض «طيبة» خير شاهد لخير مشهود ولهدية مليك قائد، أهدى وإعتبر الهدية واجب حتمي لا مناص منه. الملك فهد منح المسلمين أجمل هدية. وفي السادس من صفر وضع حجر الأساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والذي تقدر مساحته بمائتين وخمسين ألف متر مربع، ويعد وحدة عمرانية متكاملة في مرافقها .

هي صنائع الفهد القائد الذي وضع خدمة الدين الإسلامي نصب عينيه هدفا يسموا كلما سما صاحبه، وتبقى «المدينة» خير شاهد على عظمة هذا المجمع المشهود وتبقى الأفواه تردد دوما «الفهد» وضع الأساس لأفخم هدية بين المسلمين، فنعم القائد ونعم الهدية.

الملك فهد الراحل عاش حياة مليئة بالإنتاج والعمل والتحديات.. تحديات الإنجاز والتطوير والتحديث والرقي بالوطن على جميع المستويات. ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية قامت على الدين والتوحيد والعقيدة والشريعة، وعلى المـمـازجـة والمـوازنـة بـين الاسـتـمـسـاك بـالـديـن والعقيدة، والتماشي مع روح العصر والتحديث، ما حرص عليه الملك فهد بن عبدالعزيز.

«الملك فهد في فترة حكمه التي كانت مثمرة، حرص على هذا التوازن، فبنى الدولة والإنسان علميا ودينينا وحضارياً بما لا يهز كيانه، وحافظ على الهوية الإسلامية محافظة قوية، وعلى هوية الحداثة والتطوير والتقدم وأعطانا مزيجاً رائقاً هو نموذج للمستقبل».

جهود الملك فهد في توسعة الحرمين الشريفين والتي أمر بها «رحمه الله» عام ١٤١٤هـ، وأثر هذه التوسعة على المسلمين من كل مكان، أن اهتمام الملك فهد رحمه الله، بالشؤون الإسلامية دفعه لإنشاء وزارة خاصة تعني بالشؤون الإسلامية وذلك عام ١٤١٤هـ، لافتا إلى توجيه الملك فهد بترميم الكعبة المشرفة عام ١٤١٧هـ، حين رأى «رحمه الله، أنها بحاجة إلى ترميم في سبيل خدمة المقدسات الإسلامية.

أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف قدم خدمات جليلة ليس فقط للمملكة وإنما للعالم بأسره، أن العناية بالمصحف شملت الطباعة الفاخرة والتغليف الأنيق إضافة لخدمات ترجمة معاني القرآن الكريم، والكتابة بدقة وإبداع بالخط العثماني للخطاط عثمان طه، إن هذه الخدمات خدمات جليلة ستبقى لمدى طويل، ويبقى للملك فهد الفضل فيها في خدمة المقدسات الإسلامية.

أن الملك فهد أولى عناية خاصة جدا للحرمين الشريفين، وجعل لها أولوية دائمة، وكل من حضر بعده نهج نهجه، أن توسعة الحرمين في عهد الملك فهد وصلت إلى ٨٢ ألف متر مربع إضافة لمساحته الحالية.

اهتمام الملك فهد بالشؤون الإسلامية وخدمة المقدسات الإسلامية لم يكن اهتماماً مادياً فقط وإنما كان أيضاً في مجال الدعوة للإسلام والتي كانت بـ ٣١ لغة حية. المجمع يوفر أيضاً طباعة المصحف في عدة قراءات مختلفة.