تعتبر جائزة الدولة التقديرية في الأدب ترجمة لاهتمام الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله» بشؤون الأدب والأدباء وتشجيعاً لعملية البحث العلمي ودفع للحركة الثقافية في المملكة، كما أنها تعبير صادق عن التوجهات الجادة المتواصلة للمملكة تجاه التقدم في شتى المجالات الحضارية بكل أبعادها الفكرية والاجتماعية، إضافة إلى أنها تشجيع لرجال الفكر والعلم للمزيد من الإنتاجية.

وجاءت الجائزة جزءاً من إنجازات الملك فهد «رحمه الله في كل أوجه و واحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والصحية والشبابية والرياضية، حيث وجدت المجالات الثقافية والأدبية الدعم والمصادر التشجيع إبان إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب عليها من خلال الهيئات والجمعيات المختصة، إلى جانب النشاطات الثقافية الشبابية والأنشطة الرياضية والمنشآت الرياضية الحديثة، فشهدت أوج ازدهارها ورقيها، محققة تطلعات واهتمامات أبناء وشباب هذا الوطن خليجياً وعربياً واسلامياً ودولياً.

وقد أنشأت جائزة الدولة التقديرية في الأدب بناء على اقتراح الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز «رحمه الله الرئيس العام لرعاية الشباب أنذاك، بهدف تكريم الرواد في مجال الفكر والثقافة والأدب والحفاظ على التراث الأدبي واللغوي وتنمية وتشجيع الأدباء على الإجادة والإتقان والإبداع.

وتعد جائزة الدولة التقديرية في الأدب أول جائزة رسمية في مجال الأدب والثقافة في المملكة، إذ صدر الأمر السامي الكريم رقم ١٣٦٤٥ بتاريخ /٥/٢٠هـ بإنشاء واعتماد لائحة الجائزة، بحيث تمنح كل عام لثلاثة من الأدباء السعوديين الذين أسهموا مساهمة جليلة في إثراء الميادين الدينية والفكرية في السعودية على ألا يقل عمر المرشح لها عن 50 عاماً ويحصل المرشح لها على ميدالية ذهبية وبراءة ومبلغ 100 ألف ريال مدى الحياة.

وتم تشكيل لجنة عليا للجائزة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز «رحمه الله»، وعضوية خمسة من رجال الفكر والأدب هم الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ «رحمه الله» والدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي رحمه الله» والدكتور عبد الله بن عبد الحسن التركي والدكتور منصور الحازمي والأستاذ محمد حسن ران رحمه الله» حيث تولت هذه اللجنة رسم السياسة العامة للجائزة واقرار أو تعديل النظم الداخلية الخاصة بالجائزة، ودراسة التقارير المرفوعة عن المرشحين ورفع نتيجة الفائزين إلى الملك المفدى للمصادقة عليها.

يذكر أن الملك فهد بن عبدالعزيز «رحمه الله» كان رعى الحفل الأول لجائزة الدولة التقديرية في الأدب في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في مساء يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر محرم 1404هـ، وتم تسليم الجائزة لثلاثة من أبرز الأدباء السعوديين هم حمد بن محمد الجاسر وأحمد بن محمد السباعي وعبد الله محمد بن خميس. وفي مساء الاحد 8 شعبان 1405هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله الحفل الثاني لجائزة الدولة التقديرية في الادب وقد فاز بالجائزة في عامها الثاني كل من صاحب السمو الملكي الامير عبدالله الفيصل والاستاذ احمد عبدالغفور عطار والاستاذ طاهر عبد الرحمن زمخشري رحمهما الله.