يعد مركز الملك فهد الثقافي أحدث وأكبر المراكز الثقافية في الشرق الأوسط، إذ يشكل صرحاً ثقافياً وحضارياً ورمـزاً من رموز الثقافة في المملكة وفي الوطن العربي بصفة عامة، من خلال استضافته للعديد من المؤتمرات والندوات والاحتفالات العلمية والثقافية وأمسيات أدبية وثقافية وأنشطة مسرحية، وانطلقت فكرة إنشاء مركز الملك فهد الثقافي بمبادرة من رائد الثقافة الـذي حـمـل عـلـى عـاتـقـه مسؤولية النهوض بها وتوسيع رحابها الأمير فـيـصـل بـن فـهـد بـن عـبـد الـعـزيـز «رحمهم الله» لتتحول إلى حقيقة على أرض الواقع بمباركة ودعم من الملك فهد، إيمانا منه بعالمية الثقافة العربية والإسلامية والمحافظة عليها بتهيئةأفضل السبل العصرية لتنميتها.
وجـاء إنشاء المركز مكرمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز للأدباء والمثقفين والمفكرين والمبدعين ليكون منارة إشعاع للثقافة السعودية المعاصرة وعنواناً مطوراً لتلك الثقافة.
كما جاء إنشاؤه خدمة للحركة الأدبـيـة والـثـقـافـيـة والـتـراثـيـة في المملكة العربية السعودية، في إطار اهتمامات الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمسؤوليات المناطة بها في خـدمـة الأدبـاء والمثقفين والحـفـاظ على المخزون التراثي لهذه البلاد، والارتقاء بمستوى الثقافة والفنون ي المـمـلـكـة والحـفـاظ عـلـى مـلامح الشخصية الثقافية السعودية والعربية والإسـلامـيـة، والمشاركة بكل عمل إبداعي.
وقد صمم مركز الملك فهد الثقافي، الذي أقيم على مساحة قدرها 100 ألف متر مربع وفق أحـدث أساليب فن المعمار المعاصر والتقنيات الفنية المالية المستوى، ويحتوي على عدة فاعات، كالمسرح الرئيس والمسرح الصغير وقاعة المحاضرات وصالة الـعـرض والـقـبـة الـفـلـكيـة والمكتبة والمتحف، إضافة إلى بعض المرافق الإدارية والخدمية المساندة. واستغرق إنشاء المركز خمس ســنـوات وقـامـت بتنفيذه مجموعة شركات عالمية متخصصة في هذا المجال تحت إشراف الإدارة العامة للمشاريع والصيانة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب.
ومنذ افتتاحه رسمياً، جعل المركز أبوابه مشرعة وإمكاناته متاحة لكل الفعاليات والنشاطات التي تستقطب المبدعين في مختلف مجالات الفكر والأدب والفنون، والتي بدورها تدفع بالشأن الثقافي إلى فضاءات أوسع وعطاءات أفضل، تتواكب مع تطلعات مثقفينا ومبدعينا. ويشهد المركز، منذ أن تم ضمه لقطاعات وزارة الثقافة والإعلام مطلع العام ١٤٢٤هـ /٢٠٠٢ م، حركة دائبة وفاعلة من خلال الفعاليات التي استضافتها المملكة والزيارات التي استقبلها سواء المحلية منها أو العربية أو العالمية، حتى أصبح بوابة للحراك الثقافي المحلي ونافذة عالمية للتفاعل مع نشاطات الشعوب الشقيقة والأمم الصديقة، وسيكون لهذا الصرح الشامخ دوراً في إثراء المشهد الثقافي المحلي بكل جديد ومفيد يتواكب مع روح العصر في ظل ثورة المعلومات والاتصالات المتوجة بالعولة وحوار الحضارات، ذلك الحـراك المنشود يعضد حركة التنمية الشاملة التي تشهدها مملكة الإنسانية في مختلف مرافق الحياة في ظل قيادتنا الحكيمة.