عرف الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله»، بدوره الكبير في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، وعن العرب والمسلمين في كل بقاع الأرض، وإيصال أصواتهم إلى المحافل الدولية، وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية بمقدساتها وشعبها، والسعي لتحرير الأراضي العربية المحتلة واستثمار المملكة لعلاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول الكبرى لتحقيق هذه الأهداف. ومشروع الملك فهد للسلام أكبر دليل على ذلك.

وكان مشروعه «رحمه الله»، للسلام في منطقة الشرق الأوسط «مشروع الأمير فهد» والذي طرحه، حينما كان وليا للعهد، على مؤتمر القمة العربي الثاني عشر في فاس خلال دورته الأولى عام ١٩٨١م نيابة عن الملك خالد بن عبد العزيز «رحمه الله»، تأكيداً لهذا الدور في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية. ويؤكد مشروع الملك فهد الاهتمام السعودي بفلسطين قضية وأرضاً وشعباً ومقدسات، وضرورة الوصول إلى حل عادل يقوم على القرارات الدولية، ويحفظ الحقوق لأصحابها الشرعيين.

وشدد الملك فهد «رحمه الله في هذا المشروع على التزام المملكة العربية السعودية بالأسس التي وضعها مؤسس المملكة الملك عبد العزيز «رحمه الله»، التي تضمنت الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وحق تقرير المصير لهذا الشعب عن طريق إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وجاء في نص المشروع: «تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وممارسة حقوقه الوطنية الثابتة، غير القابلة للتصرف، بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ممثله الشرعي والوحيد ، وتعويض من لا يرغب في العودة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

كما دعا المشروع إلى انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام ١٩٦٧م، بما فيها القدس العربية وإزالة المستعمرات التي أقامتها إسرائيل في الأراضي العربية بعد عام ١٩٦٧م. وقد تبنى مؤتمر القمة العربي الذي عقد في مدينة فاس بالمغرب خلال الفترة من ٦-٩ سبتمبر ۱۹۸۲م، بمشاركة كل الدول العربية، هذا المشروع مما أكسبه بعداً عربيا ودوليا.

وقد أثار مشروع الملك فهد «رحمه الله» الذي أصبح مبادرة عربية تاريخية للسلام، حفيظة إسرائيل، التي سارعت كعادتها إلى محاربته، كأي مشروع أو خطوة عربية ايجابية قد يكون لها تأثير على الرأي العالم العالمي وتظهر العرب بمظهر ايجابي وأنه يتطلع للسلام العادل, وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ما تحمله هذه المبادرة من مضمون قد يكون له أبعاد إيجابية، يصعب على إسرائيل محاربتها، لذا جندت كل إمكانياتها الإعلامية والدبلوماسية والسياسية لمحاربة هذا المشروع.