عندما تذكر الحسنى والرحمة لابد أن يكون للملك فهد بصمة. فهو الأب الحنون والأخ المعطاء فيتحدث الفريق أول محمد البقمي مرافق الملك فهد الشخصي قائلاً: في يوم من الأيام ونحن عائدون إلى قصره في الرياض عن طريق حفر الباطن وجدنا إمرأة عند الباب وفي يدها ملف وعندما شاهدها قبل نزولنا من السيارة قال لي “روح شف وش عندها بسرعة”، فذهبت للمرأة وسألتها: عن حاجتها قالت: أنا مواطنة من حفر الباطن، أريد رخصة قيادة لأنني أرملة وأم أيتام وأريد «أن أحطب»على سيارتي لأطعم أطفالي ولا أريد منكم شيئا سوى رخصة قيادة، (امرأة تطلب رخصة سياقة)
عدت للملك ونقلت له طلبها وقال: تأكد من صحة كلامها ، فنفذت أمره وتأكدت من طلبها وحقيقة ما تقوله وعدت للملك وأخبرته فقال: “نحن أولى بأبنائها منها”، وأمر بشراء بيت لهم وصرف مرتب شهري وتسجيل أبنائها في الشؤون الإجتماعية.
فبالرغم من اهتمامه بشؤون الدولة، فإن الملك فهد لا يهمل أفراد عائلته السعودية الكبيرة. يقول أحد مرافقي الملك فهد : “لا أعرف في تاريخي في خدمة مولاي أن رفض أو سمح بعدم دخول أحد ويترك لكل إنسان حرية ما يقول وعرض شكواه ومناقشته عليها. هذه تجربتي الشخصية وعندي الحجة لا أقول الكلام هذا نفاق”.
ويقول الفريق أول محمد البقمي مرافق الملك فهد: أتذكر مرة من المرات أنه يوجد مرأة في طرف بعيدة جالسة، شافها الملك فهد وحنا ما شفناها ومعها ورقة. فقال لي: حول ورح جب لي ورقتها. ورحت جبت ورقتها. وش تبين؟ قالت أبي لي رخصة سواقة. ماذا!! قالت: ودها للملك فهد. وش قصتك؟ قالت: أنا أم يتمان أحطب على سيارتي وأأكل يتماني. رحت له وقلت له عندنا طلب غريب طال عمرك. قال: وش هو؟ قلت: امرأة تطلب رخصة سواقة منك. قال: وش القصة؟. قلت: هذي تقول أنها أم يتمان عندها سيارة تحطب عليها وتأكل عليها يتمانها. قال: والشؤون الاجتماعية وينها؟ قلت: انها تقول انها تأخذ منها ولكنها لا تكفي. فأمر بشراء بيت لهم وأمر لها براتب وأعطاها ورقة أنها وأيتامها يعطى لهم من الشؤون الاجتماعية ما يكفيها. وأبلغها أن هذا لا نقدر أن نسمح به وأنه غير ممكن. (امرأة تطلب رخصة سياقة)