كانت عقارب ساعة الملك فهد مختلفة عن ما سواها إذ عاصرت في لحظات الشدة قرارات للثانية فيها تأثير إذ كانت في الحدث التاريخي «عاصفة الصحراء» أحد الشهود والملك يرقبها وهي تشير إلى ما بعد ١٢ صباحاً قبل أن يأمر ببدء هجوم العاصفة، فيما كانت إشراقة كل صباح على سطحها الدائري بمثابة ساعة الصفر اليومية نحو ساعات عمل دؤوب تتسابق فيه قرارات التنمية كما تتسابق فيه عقارب دقائقها وثوانيها.

مع دقات ثوانيها وحركات عقاربها الدؤوبة كانت ساعة الملك فهد شاهداً زمانيا لأحداث مكانية عديدة مرت بتواقيت متعددة في ظروف مختلفة كان وميض دقائقها يتحرك مسابقاً نهضت العالم لينهض بقبلة العالمين في زمن قياسي رغم أحلك اللحظات التي مرت ثوانيها وتحركت عقاربها في ساعة تزينت بمعصم الفهد.

يعج الجناح الخاص بمقتنيات الملك فهد بن عبدالعزيز رحمة الله في معرض “روح القيادة” بالزوار الذين يحرصون على معرفة أدق التفاصيل عن هذه المقتنيات والتقاط صور لها، مدفوعين بفضول يرافقهم دائماً عن طريقة حياة الزعماء والتفاصيل الشخصية في مسيرتهم.

المفاجأة التي كانت في انتظار هؤلاء الزوار هي أن مقتنيات الملك فهد الشخصية كانت بسيطة قد تجدها في أي منزل، إذ لا تتعدى ساعتي يد إحداهما بسوار جلدي، وقلمين وثوبين أحدهما شتوي، مع نظارتين طبيتين.

أما الحقيبة الحمراء فتثير فضول الزائرين فعلاً، إذ وضعت الحقيبة ذات التصميم الكلاسيكي القديم بشكل طولي ضمن الإطار الزجاجي، وكُتب عليها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز، ربما كي يستطيع تمييزها عن غيرها من حقائب المسافرين في المطارات في ذلك الوقت.

وعلى غير ما يتوقع الناس، فإن الملك فهد كان لديه رخصة سير مثل رخصة سير أي شخص، صادرة من مرور الرياض في 01/07/1404هـ وصالحة لغاية 01/07/1409هـ وتحمل اسم جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية.

أما جواز السفر الصادر عن وزارة الخارجية فحمل عبارة “جواز سفر سياسي”، وكتب بخط اليد عليه اسم حامل الجواز “صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية”.

داخل الإطار الزجاجي أيضاً سيجد الزائر نسخة من القرآن الكريم بحجم متوسط، وقريباً منه سجادة صلاة خضراء اللون، مثل تلك التي تجدها في الأسواق.