أولى الملك فهد بن عبد العزيز، بعد توليه الحكم، المشاعر المقدسة اهتماماً بالغاً لعمارة و توسعة الحرمين الشريفين وتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والشاعر القدسة. فحرص على تفيذ العديد من المشروعات الحيوية فيها لخدمة الزوار والعمار والحجاج وقاصدي بيت الله الحرام.
وتميز الملك فهد ورحمه الله، بنظرته الشاملة للتنمية، وثقته في العاملين معه مكان مؤمنا بأنه «لا مستحيل» برغبته الصادقة في توسعة الحرمين الشريفين وتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة وتنظيم المشاعر المقدسة ابتغاء وجه الله تعالى ثم تهيئة أفضل السبل للحجاج والزوار والعمار ومرتادي المسجدين الشريفين واستيعاب الأعداد المتزايدة وإيجاد جو تعبدي لقاصدي بيت الله الحرام والمسجد النبوي، والتوجيه والإرشاد بأساليب متقدمة تلامس حاجة رواد الحرمين الشريفين.
وتعتبر مشروعات التوسعة التي شهدتها ساحات وأروقة الحرمين الشريفين في عهد الملك فهد «رحمه الله»، الأبرز والأكبر والأضخم على مر التاريخ، حتى حينه. لأنها تجاوزت الحرمين إلى المناطق المحيطة بهما. واهتم الملك الراحل بالمدينتين المقدستين، ويؤكد ذلك قوله «رحمه الله» في إحدى المناسبات: «إنني أعطيت كل اهتمامي لكي تصبح مكة المكرمة والمدينة المنورة من أجمل مدن العالم وكذلك الحرم المكي ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم».
وكان «رحمه الله» يوجه بالبذل السخي والإنفاق بكرم على مشاريع الحرمين، وأولى الملك الراحل فهد بن عبد العزيز مشروعات الحرمين الشريفين كل اهتمام فقام في شهر صفر من عام 1409هـ بوضع حجر الأساس لتوسعة وعمارة المسجد الحرام وبدأت أعمال التوسعة في شهر جمادى الآخرة من العام نفسه، وقد تابع «رحمه الله، هذا المشروع من خلال وجوده بمكة المكرمة فترات عدة من كل عام خلال تنفيذه.
كما يعد مشروع الملك فهد لتوسعة وتجديد عمارة المسجد النبوي الشريف، الأكبر والأضخم، وقد تابع الملك فهد لسنوات عدة مراحل تصميم هذا المشروع حتى قام ي يوم الجمعة الموافق ١٤٠٥ /٢/ ٩هـ بوضع حجر الأساس لهذا المشروع، وقد بلغ إجمالي مساحة الدور التي تم نزع ملكيتها لصالح التوسعة حوالي ١٠٠٠ ، ألف متر مربع، وقد بدأ التنفيذ في يوم السبت الموافق ١٤٠٦/١/١٧ه لهذا المشروع الذي بلغ خمسة أضعاف مساحة المسجد قبل التوسعة التي تم ربطها بالمبنى القديم.