هدية الملك فهد داخل الكعبة، قطعة أتت من أطهر بقاع الأرض ومن قبلة المسلمين لتعرض في معرض «الفهد.. روح القيادة».
التحفة «الفريدة النادرة» عبارة عن صندوق خشبي متوج بقطعة من الرخام الأخضر الفاخر محفور بنقوش وخطوط إسلامية غاية في الجمال زاد جماله مهديه ورفع مكانته من أهدي إليه فهو هدية الملك فهد داخل الكعبة إلى قبلة المسلمين إنه «صندوق أدوات غسيل الكعبة» والذي أمر بصنعه الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ليوضع داخل الكعبة المشرفة ويحفظ أدوات غسيل الكعبة .
تستخدم إدارة تطهير المسجد الحرام أواني وأباريق مصنعة من النحاس والفضة لغسل الكعبة المشرفة. والخليط الذي يعد مكونا رئيسيا للغسيل، يتكون من ماء زمزم المبارك، والورد الطائفي الصافي درجة أولى، والعود درجة أولى، ويتم خلط ذلك كله وغسل الكعبة به.
الأدوات المستخدمة في غسل الكعبة المشرفة جميعها من النحاس وصُنعت خصيصًا لهذا الغرض، وهي مكونة من عدد من الأدوات، منها 4 غالونات سعة 10 لترات، تحتوي على الخلطة الخاصة بغسل الكعبة التي تتكوّن من 4 تولات من دهن العود الفاخر و عطر الورد و ماء الورد ممزوج بماء زمزم .
يضاف إلى ذلك مجموعة تولات من الورد الطائفي والعنبر، التي يتم خلطها مع ماء زمزم المبارك، ويستخدم أيضا 4 مكانس قش ذات مسكات من الفضة، تستعمل لكنس النمش والشوائب داخل الكعبة، وقبل الغسل، نقش عليها عبارة “هي الكعبة الغراء ما أضوع الشذا وما أطهر الجدران بالنور تغسل”.
نستخدم 4 مماسح أخرى ذات مسكات من مطلية لالفضة، تستعمل لمسح حيطان الكعبة في الأماكن المرتفعة والبعيدة عن متناول اليد، نقش عليها أيضا عبارة “هي الكعبة الغراء ما أضوع الشذا وما أطهر الجدران بالنور تغسل”، “كما تُستخدم 4 قطع قماشية ذات مسكات خشبية لمسح أرضيات الكعبة وتجفيف مياه الغسيل بها”
تحفظ هذه الأدوات في هدية الملك فهد داخل الكعبة ذلك الصندوق الخشبي المصنوع خصيصا لهذا الغرض.
ويأتي غسل الكعبة المشرفة اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما دخل الكعبة عند فتح مكة وغسلها وطهّرها من الأصنام، واستمر الخلفاء الراشدون من بعده على تلك السنة، ولكن دون تحديد موعد للغسل.
ومنذ عهد مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود، جرت العادة بأن تُغسل الكعبة المشرفة مرتين كل عام؛ الأولى في أول شهر بالعام الهجري (محرم)، والثانية في غرة شعبان استعدادا لاستقبال المعتمرين.
وفي مايو/أيار 2016، أعلنت السعودية الاكتفاء بغسل الكعبة مرة واحدة في محرم من كل عام هجري، وبينت أن هذا القرار يأتي مراعاة لجانب السلامة لقاصدي بيت الله الحرام، ومراعاة للمشاريع القائمة والتوسعات، وكذلك حفاظا على سلامة رواد بيت الله الحرام.
يتملك الفضول الكثير من المسلمين لمعرفة ما تحويه الكعبة من الداخل، تلك الحجرة الصغيرة ذات السقف المرتفع التي تهفوا إليها أفئدة ملايين المؤمنين هذه الأيام.
ومن الداخل تحتفظ الكعبة بهدايا عدة قدمت لها على مر العصور، ويعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 1200 سنة، وتحديدا ما بعد القصف الذي تعرضت له بالمنجنيق على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.
وعلى يسار باب الكعبة من الداخل، وتحديدا بين الملتزم والحجر الأسود، يقع مكان يطلق عليه “حطيم السيئات”، وفيه يتم التضرع إلى الله بالدعوات. وعلى ميمنة باب الكعبة، يرتفع صندوق من الرخام النادر لحفظ أدوات غسلها، وتشتمل عطور ولفائف قماش قطني للغسيل.
وفي منتصف الكعبة، ترتفع أعمدة ثلاثة محاطة بأفخر أنواع الخشب المزخرف، تعرف بأعمدة الصحابي عبدالله بن الزبير. وعندما قام الزبير بترميم بناء الكعبة، زمن حكمه مكة، اقترح أن يسند سقف الكعبة بهذه الأعمدة خشية انهياره.
أما الجهة الشمالية من الكعبة فيقع باب صغير اسمه ”باب التوبة”، وهو بنسبة قياس واحد إلى ثمانية مقارنة مع باب الكعبة الخارجي الضخم. ويؤدي باب التوبة، المصنوع من أندر قطع الأخشاب المكسوة بصفائح الذهب والفضة، إلى درج حلزوني من الزجاج السميك يصل إلى سطح الكعبة.
وفي الجدار الغربي المواجه لباب الكعب، تعلق 9 ألواح أثرية من الرخام، منقوش عليها أسماء الولاة والخلفاء، وتؤرخ لأعمال تجديد وترميم الكعبة, وكلها مكتوبة بعد القرن السادس للهجرة.
وتفتح الكعبة أبوابها أمام كبار ضيوف الدولة، وبعض العلماء والمشايخ، والقائمون بغسلها، مرتين في العام فقط. وحيث إن الكعبة كلها قبلة من داخلها، يمكن لمن يدخلها الصلاة باتجاه أي من أركانها الأربعة. ويرى من يدخل الكعبة هدية الملك فهد داخل الكعبة متربعة فيها.