أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «رحمه الله» بفطنته السياسية وحنكته في تدبير الأمور، أهمية الزيارات الخارجية للدول الإقليمية والعالية لذا شكل الفهد، حالة فريدة في زياراته لدول العالم، عكست بالفعل الثقل الإقليمي والدولي للمملكة، حيث كان «رحمه الله، ماثوا في تشكيل القرار حيثما حل عوضاً عن متابعته بنفسه لمسار الأحداث عامة والقضايا المصيرية خاصة، رحلات «الفهد» الخارجية كانت عنوانا عريضا لعدد من المؤلفات التي تناولت حياته السياسية ومنها کتاب «الزيارات الخارجية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، للكاتب نايف الشراري، والصادر عن دارة الملك عبد العزيز ي التقرير التالي محاولة بسيطة لرصد زيارات الملك فهد» الخارجية التي صبت في المصلحة الوطنية بوجه خاص والإسلامية والعربية بوجه عام.

زيارات الملك فهد للمغرب

زيارات الملك فهد «رحمه الله» إلى المملكة المغربية كانت متعددة ولأغراض متنوعة صبت في مجملها في حل عدد من القضايا العربية والإسلامية، الزيارة الخارجية الأولى عقب تولي الملك فهد «رحمه الله» لمقاليد الحكم، كانت إلى المملكة المغربية لرئاسة وفد المملكة في مؤتمر القمة العربية الثاني عشر الذي عقد بفاس، غير أنه عاد إليها بعد أشهر قليلة لحرصه على متابعة أعمال اللجنة السباعية التي انبثقت من المؤتمر الثاني عشر.

محطات الملك فهد «رحمه الله» في المغرب تجددت مع عقد مؤتمر القمة الإسلامي الرابع في ١٤٠٤هـ، ثم تواصلت زياراته «رحمه الله» إلى المملكة المغربية بهدف حل الأزمة بين المغرب والجزائر في ١٤٠٩هـ، وحضر الملك فهد «رحمه الله» مؤتمر القمة العربية الطارئة الذي عقد في الدار البيضاء في شوال ١٤٠٩هـ والذي تشكلت على إثره لجنة عربية ثلاثية مشكلة من المملكة والمغرب والجزائر لحل ملف الأزمة اللبنانية.

زيارات الملك فهد للبحرين

كانت المنامة الأكثر حظا في زيارات الفهد الخليجية، إذ كانت أول محطاته بها خلال عهده الميمون في ١٤٠٣هـ عندما حضر «رحمه الله، القمة الثالثة لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهو ما تجدد في زيارته لها ١٤٠٩هـ للمشاركة في الدورة التاسعة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي القمة التي أضافت لبنات جديدة من الإنجازات في البناء المنامة حظيت بزيارة إضافية للفهد «رحمه الله» تلبية لدعوة للشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، كما رأس الملك فهد «رحمه الله، وفد المملكة إلى المنامة للمشاركة في الدورة الخامسة عشر للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
البحرين في ١٤١٥هـ.

زيارات الملك فهد للجزائر

كانت الجزائر محطة متكررة لـ« الفهد» سواء لمتابعة أعمال اللجان المشتركة أو لحل بعض الأزمات العربية ورأب الصدع الأشقاء العرب أو لغيرها من الأسباب التي صبت بدورها في مصلحة القضايا العربية. إذ لبى الملك فهد «رحمه | الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد، والتي بحثا فيها الموضوعات المتعلقة بتدعيم أواصر التعاون بين البلدين، كما جاء على آثار هذه الزيارة عدد من الزيارات له «رحمه الله» بين الجزائر والمملكة المغربية للتوفيق بين البلدين بعد أن ثارت بعض الخلافات بينهما.

دعوة أخرى لباها «الفهد» للجزائري ١٤٠٧هـ، حيث صدر بيان مشترك في ختام الزيارة، شددت الدولتين فيه على ضرورة حشد الطاقات العربية من أجل تضامن عربي فعال، وخلال الزيارة قلد الرئيس الجزائري الملك فهد «رحمه الله» وسام الأثير من صنف الاستحقاق الوطني، فيما منح «الفهد» للرئيس الجزائري قلادة بدر الكبرى والتي تعد أعلى وسام في السعودية. في ١٤٠٨هـ توجه الملك فهد «رحمه الله» إلى العاصمة الجزائرية ليرأس وفد المملكة في أعمال مؤتمر القمة العربية، كما حرص على متابعة أعمال اللجنة الثلاثية العربية العليا الخاصة بحل ملف الأزمة اللبنانية فتوجه إلى وهران الجزائرية حيث عقدت للجنة أعمالها في ١٤٠٩هـ، وهو ما تكرر في السنة ذاتها وللغرض نفسه وفي السنة التالية.

أسبانيا

لبي الملك فهد «رحمه الله» أكثر من دعوة وجهها ملك أسبانيا خوان كارلوس، كان أولها في ١٤٠٣هـ، الدعوة الملكية الخاصة لم توجه إلا استشعاراً للثقل السياسي الكبير الذي يمثله الملك فهد «رحمه الله»، وأثناءها بحث الطرفان القضايا التي تهم البلدين في علاقتهما الثنائية وعلى رأسها قضايا الشرق الأوسط، وتكررت الدعوة في السنة التالية للفرض نفسه، كما توجه الملك فهد «رحمه الله، إلى مدريد للمرة الثالثة لمناقشة العلاقات الثنائية في ١٤٠٧هـ .

قطر

الزيارة الأولى للدوحة بعد تولي الملك فهد «رحمه الله» مقاليد الحكم كانت في ١٤٠٤هـ، لحضور اجتماعات الدورة الرابعة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وصفت الزيارة بأنها تاريخية كونها خرجت بالكثير من القرارات التي صبت في مصلحة قضايا العالم الإسلامي والدول العربية، زيارة الملك فهد الثانية للدوحة كانت مشابهة للأولى إذا جاءت لرئاسة وفد المملكة في الدورة الحادية عشر للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

فرنسا

وجه الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران دعوة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد «رحمه الله» لزيارة فرنسا في عام ١٤٠٤هـ، الزيارة أسفرت عن نتائج إيجابية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ذات الاهتمام المشترك من البلدين، إذ طت الزيارة دفعة قوية للتحرك العربي على الساحة الأوربية بهدف توضيح المواقف من القضايا المصيرية واستقطاب أييد الدولي لها. الدعوة تكررت في ١٤٠٧هـ لما لمسته فرنسا آنذاك من أدوار المملكة القوية لنصرة مبادئ الحق والعدل الساواة في مختلف الدول والشعوب الإقليمية عوضاً عن منهج السعودية المتزن في كافة المجالات.

الكويت

تاريخ عريق من النضال المشترك بين السعودية والكويت، تاريخ حمل في ثناياه مواقف شجاعة أعطت دروسا في الشهامة العربية الأصيلة والاتحاد والتحالف المتين بين الدول. زيارة الملك فهد «رحمه الله» الأولى بعد توليه الحكم للكويت كانت في ١٤٠٥هـ مترئسا وفد المملكة في الدورة الخامسة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. ثم في ١٤٠٧هـ للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة الإسلامي الخامس، غير أن الزيارة الأهم التي سجلها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد «رحمه الله» كانت في ١٤١١هـ لأنها تمثل أول لزعيم عربي وعالمي يصل الكويت بعد تحريرها من الاحتلال العراقي وعودتها لأهلها وشرعيتها ، وبعد عام واحد رأس الملك فهد وفد المملكة في الدورة الثانية عشر للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

أمريكا

دعا الرئيس الأمريكي رونالد ريجن الملك فهد لزيارة أمريكا في ١٤٠٥هـ ولبى «الفهد» الدعوة حيث ناقشا الزعيمان البحث عن حل دالم ومستقر للنزاع العربي الإسرائيلي، عوضا عن تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين.

زيارات الملك فهد لسلطنة عمان

زیارتان قام بها الملك فهد رحمه الله» إلى سلطنة عمان، الأولى في ١٤٠٦هـ لترؤس وفد المملكة في الدورة السادسة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأتت الثانية بعدها بأربع سنوات متزامنة مع الدورة العاشرة لمجلس التعاون الخليجي، الزيارة الثانية تمخضت عن بيان مشترك تضمن اتفاق الملك فهد والسلطان قابوس بن سعيد على ترسيم الحدود بين البلدين.

بريطانيا

لبي الملك فهد «رحمه الله» دعوة رسمية من الملكة إليزابيث في ١٤٠٧هـ، وذلك في إطار حرص البلدين على تعزيز العلاقات القائمة بينهما في مختلف المجالات، وشملت المحادثات تنمية وتدعيم أواصر الصداقة بين البلدين إضافة إلى نقل وجهة النظر العربية والإسلامية إزاء القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي.

العراق

الزيارة الأولى للمراق أنت في ١٤٠٩هـ، فيما تكررت باتجاه بغداد في السنة التالية لرئاسة وعد المملكة في مؤتمر القمة المربية الاستثنائية، والتي اعتمدت مقترح الملك فهد «رحمه الله، لتشكيل صندوق دولي لدعم لبنان.

زيارات الملك فهد لمصر

زيارة تاريخية قام بها الملك فهد «رحمه الله تلبية لدعوة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك وذلك في عام ١٤٠٩هـ وأثناء هذه الزيارة افتتح الملك فهد مركز «خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لعلاج الكلى وجراحتهاء، كما أنشأ الزعيمان لجنة مشتركة للتعاون الثنائي، وفي ١٤١١هـ ترأس لملك فهد الوفد السعودي المشارك في مؤتمر القمة العربية الطارئة إثر اجتياح قوات صدام حسين للكويت، محطة ثالثة حظيت بها مصر إذ زار «الفهد» مدينة الإسكندرية للمشاركة في المؤتمر الثلاثي مع الرئيسين المصري والسوري بهدف بلورة الموقف العربي لمواجهة التحديات ودعم مسيرة العمل العربي المشترك في ١٤١٥هـ.

الإمارات العربية المتحدة

في ١٤١٣هـ ترأس الملك فهد «رحمه الله، وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في الدورة الثالثة عشر للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في أبو ظبي،