ومع أن درجة من التوازن أعيدت إلى أسواق النفط إلا أن الوضع السياسي والعربي كان مصاب بالعجز والتفكك، رأى الملك فهد أنه كانا ضرورياً إعادة مصر من أجل إعادة توحيد الصف العربي وكانت مصر السادات كانت قد أثارت الدول العربية عام 1978 عندما وقع صلح منفرد مع إسرائيل في إطار اتفاقية كامب ديفيد وكان الملك فهد ضد التعجل في اتخاذ إي قرار.

د. عبد الهادي بو طالب وزير ومستشار مغربي سابق: (وجدت منه تفاهماً خلاف ما توقعت كان نظره أنه على الأقل السادات أستطاع أن يخلص أرضه وترابه من الاحتلال ويجب أن نترك تجربته تمضي إلى نهايتها لنرى كيف ستنتهي)

إلا أن الدول العربية المعارضة كسبت المعركة إذ علقت عضوية مصر في الجامعة العربية ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس، ومن ناحية رسمية لم تكن هناك أي اتصالات بين المملكة والحكومة المصرية مع هذا ابقى الملك فهد الأبواب الخلفية مفتوحة مع مصر.

د. أسامة الباز مستشار الرئيس المصري سابقاً: (لم يتردد حلالة الملك فهد أن يتصل بفخامة الرئيس مبارك تلفونياً مباشرة بصرف النظر لأننا لم نشعر شعوراً حقيقيا في داخلنا بأن الاتصال والعلاقات بيننا وبين المملكة مقطوعة وإنما كان هناك اعتقاد لأسباب لا داعي للخوض فيها المملكة اتخذت قراراً معين بالنسبة للعلاقة الرسمية الشكلية هذا لا يمنع للود قضية ولا يمنع الاتصال الحميم ففي بعض الأحيان يتم اتصال تلفوني مباشر وفي بعض الأحيان يتم أتصال تلفوني بين أحد الثقاة المساعدين المعاونين للملك فهد وبيننا شخص مثل شخصي أول شخص أخر وفي بعض أحيان أخرى يتم الاتصال على أساس أن يطلب أن يُفد الرئيس المصري مبعوثاً أو اقتراح من جلالة الملك فهد أن يوفد مبعوثاً لوضع السيد الرئيس في الصورة بالتفصيل بالنسبة لموضوع المعاهدة)

وفي عام 1984 أستأنف الأردن علاقاته بمصر وكان على الملك فهد أن يقرر إذا كان سيفعل الشيء نفسة، أختار إستراتيجيته وهي أن يمهد لإعادة العلاقة بأسلوب تدريجي فأرسل وزير البترول فذلك الحين أحمد زكي يماني إلى القاهرة ليبحث في موضوع أسعار النفط وحصصه، وبعدها أستقبل الملك فهد في جدة أسامة الباز مستشار الرئيس مبارك في مايو 1985.

د. أسامة الباز مستشار الرئيس المصري سابقا: (كان لي حظ في أن استقبلت من جلالة الملك مباشرة وعرضت علية الموضوع وكان يسأل بروية لأنه كان خبيراً في الشؤون الخارجية، خبيراً في الشؤون الداخلية والخارجية معا ولذلك عندما أطرحها برواية معينة كان يسأل بالتفاصيل كان يسأل لماذا تم هذا وماذا إذا لم يتم ذلك؟ وفي حالة إذا لم يتوفر هذا الشرط هل لديكم خطة بديلة للتحرك وهكذا؟ وكيف نستطيع أن نفيد؟ وكانت صلته بالرئيس مبارك قائمة على الثقة المتبادلة والمودة والاحترام ويعني إدراك حسن التقدير والتسليم بحسن التقدير لكل طرف فضلاً عن العلاقات الوثيقة بين الشعبين)

واستمرت العلاقات بالتحسن خلال عام 1986 وقدم الملك فهد 200 الف طن من القمح هدية لمصر وصرح لصحيفة الأهرام أن مصر هي قلب العالم العربي وأختنا الكبيرة وهي دائم في أذهاننا.

ثم أعلن الرئيس مبارك أن معرض ” الرياض بين الأمس واليوم ” سيقام في القاهرة في شهر اغسطس عام1987 فتحول إلى مناسبة سياسة هامة وجاءت الفرصة سانحة في قمة الرؤساء العرب في عمان في شهر نوفمبر وأقنع الملك فهد الزعماء العرب أن يسمح لكن دولة على حده أن تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع مصر دون إلزامها بقرار المقاطعة.

وعندما زار الرئيس مبارك السعودية في السنة التالية فرشت له السجادة الحمراء في مطار الرياض، نجح الملك فهد في إعادة القطيعة التي مزقت العرب وأعاد الجامعة العربية إلى القاهرة.