إن تطوير مشاعر الحج جاء بسب العدد الهائل من الخيم التي يسكنها الحجاج في المشاعر المقدسة كانت الحرائق من الحوادث التي تقلق خادم الحرمين الشريفين، وفي عام 1407 هجرية نشب حريق كبير في منى.

الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية السعودي سابقاً: (استدعاني الأمير عبدالله وقال لي شفت الموضوع اللي حاصل في منى قلت طبعا قال شفت أثره علينا كسعوديين قبل كل شيء وعلى الحجاج قلت طبعا قال خصوصاً على الملك وعلي أنا قلت طال عمرك أنا شاعر بهذا الشيء قال هذا الشيء ستكون مسؤول عنه فإذا نجحت نجحنا وإذا فشلت فشلنا كلنا فلذلك أرجو همتك وتشوف بأي طريقة كانت ألا يكون هناك حريق ، وبدأنا نبحث ووجدنا مادة التفلون وعملنا علية تجارب ودعيت إلى الوزارة وزير المالية ووزير الحج ووزير الصحة ووزير التخطيط ورئيس جمعية الهلال ومدير الدفاع المدني وحضرنا كلنا وعملنا التجارب عليها ، هذه المادة ما تحترق إلا إذا وصلت درجة الحرارة 800 وهذه درجة التي يذوب فيها النحاس ، المشكلة التي واجهناها ان نحنا مقياسنا الذي طلبناه بعد بحثنا عن الموجود في العالم فقيل الموجود الان لا يتجاوز خمسة الاف متر أو سبعة الاف متر ، نحن في حاجة إلى مليونين وخمسمائة الف متر والفترة اللي عندنا هي كلها 10 أشهر عشان نعمل فيها ، وبدانا نتحرك في العالم نجمع الشركات وأرسلنا المواصفات إلى 12 دولة بواسطة السفارات السعودية التي نعتقد أن فيها إمكانيات التصنيع وتقدم 34 شركة ولما شاف المساحة وشافوا الوقت والتنفيذ نزلوا من 34 إلى 4 شركات ، وكانوا الطائرات حامية نستأجر الطائرات اللي بنحمل من هنا وبننزل من هنا ،والموانئ فاتحينها والمطارات وضع فيها ناس من الجوازات ومن الجمارك 24ساعة شغاله، الحقيقة أن الأجهزة السعودية المعنية نشتغل معا سوا فكان حقيقة التكاتف لا نظير له)

يعد مشروع خيام مشعر منى المطورة أحد أكبر مشروعات تطوير مشاعر الحج التي نفذتها حكومة المملكة في المشاعر المقدسة لخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام وفق أعلى معايير الأمن والسلامة.

مشروع تطوير مشاعر الحج الذي جاء ليريح الحجاج بعد عدة حوادث شهدت حرائق في تجمعات الخيام بمشعر منى قديما نتيجة بعض الممارسات الخاطئة من الحجاج، وعدم تطبيق وسائل السلامة، رغم ما كانت تبذلها المملكة لخدمة ورعاية ضيوف الرحمن من نشر الوعي عبر جميع وسائل الإعلام والمنشورات بجميع اللغات.

وقد سخّرت المملكة إمكاناتها لتوفير الخيام المطورة المصنوعة ضمن تطوير مشاعر الحج من الأنسجة الزجاجية المغطاة بمادة “التفلون” المقاومة للحرارة العالية والاشتعال، والتي ينعدم منها انبعاث الغازات السامة، حيث استخدم في الخيام أفضل التقنيات الحديثة في مراحل التصنيع والتنفيذ، وترتبط ببعضها البعض بواسطة ممرات، وتحاط كل مجموعة خيام بأسوار معدنية تضم أبواب رئيسية وأخرى للطوارئ.

وتمتد الخيام على مساحة 2,500,000 متر مربع، وتستوعب نحو 2,600,000 حاج وحاجة ، وبهذا يصبح في مشعر منى أكبر مدينة خيام في العالم.

ويشتمل مشروع تطوير مشاعر الحج الخيام على أسس الأمن والسلامة والملائمة للمحيط العام، ومزودة بالتكييف إلى جانب مقاومتها للعوامل المناخية، وملائمة شكلها للطابع الإسلامي، ومرونة أجزائها للتشكيل والتركيب، كما تم توفير دورات المياه وأماكن الوضوء وسط المخيم، وتجهيزات توزيع الطاقة الكهربائية والمطبخ، ومكب للنفايات وزوّدت كل خيمة برشاشات للمياه تعمل بشكل تلقائي بمجرد استشعارها للحرارة.

وبمجرد انبعاث المياه من هذه الرشاشات يصدر صوت جهاز الإنذار في خيمة المطوف، للتنبيه إلى الخطر حيث تتوفر خزانات خاصة لمياه الحريق على شكل أنفاق بأعلى الجبال بمنى بسعة 200 ألف متر مكعب تغذي شبكة إطفاء الحريق بأقطار مناسبة مع ما يلزمها من محابس وقطع، حيث بلغ إجمالي طول هذه الشبكة 100كيلو متر من المواسير، بأقطار تتراوح ما بين 250 مليمترا و700 مليمتر، تضم 800 محبس و740 فوهة للحريق.

ويتخلل المخيم ممرات تم رصفها وإنارتها وتزويدها بعلامات إرشادية، وأخذ بعين الاعتبار مرونة أجزائها للتشكيل والتركيب.

وتبلغ أبعاد الخيمة النمطية 8 في 8 أمتار، كما استخدمت أيضاً خيام بمقاسات تتراوح ما بين 6 في 8 و 12 في 8 أمتار، ويشتمل مشروع الخيام على شبكة للتكييف وخراطيم للمياه داخل المخيمات، وصناديق يحتوي كل منها على خرطوم بطول 30 مترًا، إضافة إلى طفايات للحريق موزعة بالممرات داخل المخيم بمعدل صندوق لكل 100 متر طولي للاستخدام عند الحاجة حتى وصول الدفاع المدني.