الملك فهد والقضية الفلسطينية

يشكل احتلال اسرائيل لأرض فلسطين منبعاً للمشاكل التي تعاني منها الشعوب العربية ويمثل وجود المسجد الاقصى تحديداً تحت السيطرة الصهيونية قلقاً شخصيا بالنسبة لـ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ومن هنا ظهرت مبادرة الملك فهد للسلام، فلقد حاول الملك منذ ان كان ولياً للعهد ان يجلب لفلسطين السلام والاستقرار في هذه المنطقة المضطربة.

خادم الحرمين الشرفين الملك فهد: (موقفنا من القضية الفلسطينية ليس موقف جديد موقف المملكة العربية السعودية بني على اسس وقواعد من وقت الملك عبد العزيز و الرئيس روزفلت ، ولو رجعنا ل التاريخ لوجدنا ان هناك تعهد أو عطاء من الرئيس روزفلت للملك عبد العزيز أن تنتهي القضية الفلسطينية عن الاسس والقواعد الشرعية ، من ذاك الوقت الى غاية الان في المملكة العربية السعودية ملتزمة بـ القضية الفلسطينية وتقف مع الشعب الفلسطيني و تقول أن الحق العربي الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية التي كانوا يقطنونها الفلسطينيين من قديم الزمان هو حق الشرعي)

تولا بشكل المباشر الأمير فهد بن عبد العزيز ميدان الشؤون الدولية عندما أصبح ولياً للعهد في المملكة العربية السعودية ومنذ ذلك الحين وهو يدير شؤون بلاده لتبقى أمنه في فترات كانت تهدد أمن المنطقة بأكملها.

د. غازي القصيبي وزير العمل السعودي الأسبق: (كان يؤمن من البداية انه مادامت هناك قضيه لم تحل فلن تعرف المنطقة الاستقرار سوف تكون هناك حروب.. الحروب سوف تقود لحروب.. الحروب سوف تقود لحروب ومهما كنت أنت في المملكة بعيداً عن الميدان المباشر الان عدم الاستقرار سوف يمسّك ولهذا كان حريصا جداً لمصلحه المملكة أن يكون هناك استقرار في المنطقة)

سارع جيمي كارتر عندما أنتخب رئيساً للولايات المتحدة بتقديمها أمال عريضة لأهل المنطقة عندما وعد بأنه سيعيد النظر في مشاكل الشرق الأوسط إلا إن هذه الوعود أثارت سلسله من الأحداث اضطر ولي العهد للتدخل فيها.

الأمير نواف بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة السعودي السابق :(الملك فهد سعى بقوه أن يكون هناك وجود فلسطيناً داخل امريكا وسعى مع إدارة الرئيس كارتر وعمل مع إدارة الرئيس كارتر وثابرا على أن يوجد موقع لمنظمه التحرير الفلسطينية في واشنطن)

واعترف الرئيس الامريكي في أول زياره له بأن عليه أن يتعلم الكثير لمعرفه الوضع في الشرق الأوسط.

الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر: (السلام عليكم) (في السنه الأولى عندما كنت في البيت الابيض عام 77 كنت مهتما بالنزاع في منطقه الشرق الاوسط ومعرفة ما يمكن عمله لإحلال السلام خاصة بين إسرائيل ومصر اللتين خاضتا حربا أربع مرات خلال 25 عاما السابقة، الجميع أبلغوني وأنا عرفت أيضا من دراستي الخاصة أن مفتاح العملية كلها كان مع السعودية)

علي حسن الشاعر وزير الإعلام السعودي السابق: (وسمعت من خادم الحرمين الشريفين أن الرئيس الامريكي قال انه بعد الاجتماع لقد قرات كثيراً عن القضية ولكني اليوم أدركت أني استكملت جميع جوانب القضية بوضوح ودقه)

الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر: (وجدتهم ودودين وطبيعيين وواثقين من أنفسهم وصريحين إلى حد كبير في التعبير عن رأيهم)

مصر وكامب ديفيد

وحذر ولي العهد من الوضع المتوتر في المنطقة فهناك حرب أهليه تتقد نيرانها في لبنان، واسرائيل تهدد ميزان السلام الهش، وكانت مصر تقف في الصف الأمامي في الحرب ضد إسرائيل وتتزعم المواجهة العربية، ولكن رئيس مصر التي كانت تقف في المقدمة ضد اسرائيل قام بعمل فاجأ الجميع.

أنور السادات الرئيس المصري السابق: (انما تسمعني الان أقول أمامكم أنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم)

وبما أن هذه الخطوة كانت خطوة درامية للغاية فأنه لم يفش بها حتى لإخوانه العرب.

د. غازي القصيبي وزير العمل السعودي السابق: (مازال الرئيس السادات قبل ان يذهب إلى دمشق و قبل إن يذهب لم يبحث موضوع الزيارة اطلاقا، في ما بعد يقول انه ذهب أستشار المملكة و هذا ليس صحيحاً ، المملكة فوجئت بإعلان الزيارة وكان الأمير فهد وكان الملك خالد من نفس الرأي أن هذا خطوة مفاجئة وخطوة لم يهيئ لها وخطوة وتقريباً تسلم جميع أوراقك لخصمك قبل أن تبدأ في إي تنازل يعني مجرد وصولة واعترافه بإسرائيل كانت هي الورقة العربية الكبرى في الأساس كان من الصعب أن تفهم كيف تقدمها دون أن تحصل على امتياز)

كانت إسرائيل تحتل صحراء سينا وكان أنور السادات يسعى لا ستراجعها ولهذا السبب وبالرغم من التنديد العربي الواسع بمشروعه، زار أنور السادات إسرائيل وأجرا معها المفاوضات، نجح الرئيس المصري في استعاده سينا بعد توقعيه لاتفاقية كامب ديفيد. إلا أن الاتفاقية لم تحل المشكلة الأساسية وهي مشكلة فلسطين.

د. غازي القصيبي وزير العمل السعودي السابق: (كان يرى أن السادات تجاوز الحدود التي كان يجب أن يلتزم بها، هو كرئيس دوله عربية مستقله من حقه أن يفعل ما يشاء، ولكن يتحدث باسم باقي العرب وبدون تفويض وكان السادات في غمره من النشوة بالاهتمام الإعلامي وبالشعبية التي حصل عليها، وفي غمار تلك النشوة كان يقول أنا أستطيع أن اجلب معي بقية العالم العربي أنا أي شي اوافق عليه سيوافق عليه الجميع، بطبيعة الحال هذا لم يكن شيئاً صحيحاً)

وسرعان ما عبرت الجماهير عن مشاعرها بالنسبة لما فعله السادات، وبما أن ولي العهد السعودي لم يكن يرغب في قطع العلاقات مع مصر فإنه استبق القرار بأن أرسل بعثة لزيارة السادات.

د. غازي القصيبي وزير العمل السعودي السابق: (للأسف الشديد السادات رفض أن يستقبل الوفد وأرجع تقريباً من المطار، فلم يبق خيار أمام الأمير فهد إلا أن يوافق الاغلبية التي رأت إبعاد مصر عن الجامعة العربية)

وعقدت الجامعة العربية اجتماعاً طارئاُ في بغداد لاتخاذ قراراً بشأن مصر ولمعاقبة مصر فرضت الجامعة العربية مقاطعةً سياسيةً واقتصاديةً عليها.

ونقلت مقر الجامعة من القاهر إلى تونس.

د. أسامة الباز مستشار الرئيس المصري السابق :(قطع العلاقات مع مصر تم في ظروف أعتقد انها كانت انفعالية وكانت فيها جانب من قالب جامعي بسبب الحشد الذي حدث في مؤتمر بغداد والأسلوب الذي طرح به الموضوع وجعل هذا الأسلوب جعل الأقطار العربية المعتدلة تشعر انها في حاله دفاع في موقف دفاعي فلم تستطع ان هي تتخذوا الموقف الحازم الذي كان يمكن أن تتخذه في ظروف عاديه)

وكان ولي العهد الأمير فهد بن عبد العزيز واعياً للمخاطر التي قد تنمو نتيجة الانقسام في الصف العربي ضد اسرائيل فراح يبحث عن وسيلة لرأب التصدع الذي أحدثته اتفاقيه كامب ديفيد.

مبادرة الملك فهد للسلام في مؤتمر فاس

د. غازي القصيبي وزير العمل السعودي السابق: (كان دائم التفكير في هل يوجد بديل لكامب ديفيد، كامب ديفيد كان واضح انها وصلت اقصى حد ممكن ان تصل اليه بالصلح الثنائي بين مصر وبين اسرائيل لكن لن تذهب ابعد من ذلك، فكان يفكر انه لابد أن يكون لدى العرب مشروع جماعي وهذا المشروع يجب أن تتوفر في شروط يجب ألا يكون فردياً يجب أن يوافقوا عليه بصفه جماعيه يجب أن يتبناه العرب كلهم يجب أن يدافعوا عنه بصفه جماعية ويجب ان يرضى عنه اصحاب الشأن اللي هم الفلسطينيين)

في 25 نوفمبر عام 1981 حضر القادة من جميع انحاء العالم العربي للاجتماع في مدينه فاس، جاؤوا لبحث مبادرة الملك فهد للسلام، رسم خطوطها ولي العهد السعودي، كان الأمير فهد يأمل في أن توحد خطة السلام هذه المكونة من ثمان نقاط الصف العربي.

الأمير نواف بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة السعودي السابق: (فالملك فهد من ذلك الوقت أراد أن يضع موضعاً يحرج إسرائيل وهو موضوع السلام وموضوع البحث عن السلام وموضوع الوضع السلمي لأنه هذا هو الموضوع اللي الان اثبتت انه إسرائيل نفسها تقاوم اي مجهود سلام)

النقطة الجديدة التي أثارت الجدل هي الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس مقابل التعايش بسلام لجميع دول المنطقة.

د. عبد الهادي بو طالب وزير ومستشار مغربي سابق: (هناك جمله وكلمة في مشروع الملك فهد غيرت تماماً تطور النزاع العربي الإسرائيلي أما الجملة في أنه ينبغي أن يعود إلى العرب الأراضي المحتلة التي احتلتها سنة 1967هذه الجملة كفت ليفهم منها أن العرب لم يعودوا يطالبون بما قبل 67، أما الكلمة الوحيدة فهي أن يطلب من الأمم المتحدة أن تسهر على أمن جميع دول المنطقة بدون ان تتكر إسرائيل)

رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق: (كانت تسمى مبادرة الامير فهد هذه عملت مع الفلسطينيين يعني ما نعملت بعيد عن الفلسطينيين كانوا موافقين عليها بس انما لأسباب سياسية نفسهم الفلسطينيين انتقدوها بس هما موافقين عليها عاملينها جميعاً)

د. غازي القصيبي وزير العمل السعودي السابق: (كان يقول لي بألم يعني أنا بلادي لم تحتل ليس عندي لاجئين بلادي بخير أنا أفعل هذا كله وأستثمر جهدي الشخصي وجهد المملكة من أجل ناس في سبيل أن أرجع لهم بلادهم في سبيل أن أجعلهم دوله مستقله وفي النهاية يهمل هذا المشروع أو حتى يهاجم)

د. عبد الهادي بو طالب وزير ومستشار مغربي سابق: (لكنه وضع على مؤتمر فاس ووقعت معارضته من بعض الدول وكاد المؤتمر أن يصل إلى شقاق، وكان من حكمة الملك الحسن أنه لأول مره أخرج أو أبتدع أسلوباً جديداً في التعامل مع القمم وهو أنه لم يقول أن القمة انتهت إلى فشل بل أنها علقت إلى دورة تالية)

د. غازي القصيبي وزير العمل السعودي السابق: (الأمير فهد قال أنا أسحب هذا المشروع انا لم أفرضه على أحد انتم الذين طلبتهم ان يعرض على مجلس القمه وأن تتبنه القمه ولكن اذا كان هناك خلاف حوله فأنا لا أريد أن أزيد الخلاف الهدف من المشروع إنهاء الخلاف، فقرر قال أنا أسحب المشروع)

لكن العرب لم يتفقوا فضاعت منهم مبادرة الملك فهد للسلام التي كانت أول مبادرة رئيسه بالسلام، وتبع فشل قمة فاس أخبار حزينة إذ أنه بعد سته اشهر توفى فجأة أخوه وصديق دربة المرحوم الملك خالد وبويع فهد بن عبد العزيز ملكاً في تلك الظروف الصعبة حيث القى كلمه تاريخيه قال فيها:

خادم الشرفين الملك فهد بن عبد العزيز: (وقدم الكثير للعرب والمسلمين مبتغياً من ذلك وجه الله ونصرة دينه وإعلاء كلمته)

غزو لبنان

مع اعتلائه سدة الحكم تضاعفت المسؤوليات التي كان يحملها على عاتقه واستمر مسؤولاً عن السياسة الخارجية بالمملكة في الوقت الذي انفجر فيه أزمه جديده في لبنان ، قبل أسبوع من تسلم الملك فهد مسؤولياته الجديدة ، اجتاحت القوات الاسرائيلية جنوب لبنان في طريقها الى بيروت و هدفها تدمير منظمه التحرير الفلسطينية الى الأبد.

لقد أغضب هذا الهجوم الملك السعودي الجديد فهو لبنان البلد العزيز وعليه تمزقه الحرب وكان الملك فهد مصر على وقف هذا الهجوم الغاشم فأتصل بالرئيس الامريكي رونالد ريجان و عبر له بكل وضوح عن شعوره بالألم والغضب .

الشيخ محمد السليمان رئيس المكتب الخاص بالملك فهد: (كنا بالشفاء الحقيقة في يوم الجمعة في الشفا وبعد صلاه الجمعة ذهبنا إلى صالة الكعام برفقة مولاي والحاضرين وإذا بتلفون يرن السنترال يقول يوسف ياسر عرفات على الخط ، كان هذا إبان غزوا إسرائيل للبنان وكانت بيروت تتعرض لقصف مستمر المناطق المتواجد فيها في المنطقة الغربية من بيروت رد علية الملك قال يا جلالة الملك القصف مستمر علينا بشكل كثيف ومقطوع عنا الغذاء و الادوية ونحن في حاله الحقيقة حرجه جدا و نرجو مساعدتك في وقف اطلاق النار ، يقوم الملك فهد ويتصل في الرئيس الامريكي في ساعتها على ما اذكر كان الرئيس ريغان و طلب منه وبإلحاح أن يجب أن يتوقف هذا القصف وأن يسمح بقوافل الغذاء والأدوية أن تدخل للمناطق المتضررة فوعده خيراُ ، المهم بعدها بنصف ساعه هذا الكلام كان حوالي الساعة ثلاثة بعد الظهر بتوقيت المملكة يتصل الرئيس ريجان مره اخرى يعده بأن وقف اطلاق النار سوف يتم الساعة الخامسة و بالإضافة لـ السماح بإدخال جميع القوافل الغذائية والطبية إلى المنطقة الغربية من بيروت وفعلاً هذا اللي حصل)

ونجح تدخل الملك فهد في الموضوع إذ إن إسرائيل لم تدخل مدينه بيروت واكتف بالهجوم على منظمه التحرير الفلسطينية من مناطق تقع حول المدينة.

الأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة السعودي: (عندما اشتدت المخاوف واشتدت الوطء على الاخوة الفلسطينيين استأجر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ناقلات بحريه لنقل الأخ أبو عمار وجميع رجال وقادته من لبنان إلى المكان الذي يريدون وأمرني أن أتصل بجميع الفرقاء لأرجوهم رجاءً إن لا يمس أحدهم بأذى عند مغادرته الأراضي اللبنانية، أحد القادة اللبنانيين قال بالنسبة للسعودية أوقع على بياض لأني أعرف أن ليس لهم مصلحه أو هدف أو غايه سوى يعيش لبنان أمناً مستقراً مستقلاً في كل أمورة ، وخرج الأخ أبو عمار من لبنان رافعاً يدية مودعاً بالتقدير والتعزيز ودفعت المملكة جميع النفقات هذه الرحلة والاخوة الفلسطينيين كلهم يعرفون ويدركون هذا)

مبادرة الملك فهد للسلام في فاس مرة أخرى

وفي خلال تلك السنة انتقلت جبهه التحرير الفلسطينية الى تونس ومع تدهور الأحوال اكتسبت مبادرة الملك فهد للسلام أهميه جديده، وعندما وافقت الجامعة العربية على اعاده النظر في الخطة السلمية راح الملك فهد يتأكد من أن جميع الدول العربية سيؤيدونها.

وفي سبتمبر عام 1982 أجتمع الرؤساء العرب في مدينه فاس، أصر الملك حسن على استقبال وفد منظمة التحرير الفلسطينية استقبالا حاراً مع 21 طلقة مدفعية لا تطلق عادة إلا كتحية لرؤساء الدول.

د. عبد الهادي بو طالب وزير ومستشار مغربي سابق: (وجاءت ناضجاً وفهمت مغازي المشروع الأميري مشروع الأمير فهد وتبنته في الأخير بإضافة بعض التغيرات الشكلية الإضافات الشكلية)

وفي هذه المرة هيمن جواً جديد على مؤتمر القمه وعبرت الاحتفالات الرسمية والشعبية عن المشاعر الجديدة.

د. غازي القصيبي وزير العمل السابق السعودي: (المشروع إقراره لم يستغرق أي وقت يعني جميع الموجودين تكلموا وأيدوا وأقر بالإجماع أقر بسهوله تامه ولم يكن هناك اي شذوذ إطلاقاً ولا اي تحفظ على المشروع من اي دوله كانت بالفعل كان يمكن هذا المشروع العربي الوحيد الذي حضي بإجماع تام من جميع القادة العرب)

أمريكا ترفض مبادرة الملك فهد للسلام

وتبنت القمه العربية مبادرة الملك فهد للسلام بالإجماع وهو مشروع مازالوا ومنذ 20 سنه الحجر الأساسي لمقترحات السلم العربية بخصوص الشرق الأوسط، ولكن الأمريكيين رفضوا المشروع.

د. غازي القصيبي وزير العمل السابق السعودي: (ولم يتحرك به احد وظل قراراً ظل حبراً على ورق مع أنه كان بالإمكان كما قلت لك ان يغير مجرى التاريخ في المنطقة هذه فرصة ضاعت ولا سبيل الان إلى استرجاعها)

ريتشارد ميرفي وكيل وزارة الخارجية الأمريكية السابق: (أعتقد أن التاريخ أثبت أنه محقاً بأفكاره وبالخطة التي قدمها عام 1981 خطته سبقت زمانها وزمان العديد من اللاعبين على الساحة الدولية)

تهديد العلاقات السعودية الأمريكية

تبنت الدول العربية مقترحات السلام إلا أن أمريكا لم تقتنع بها، وبعد ثلاث سنوات من قمه فاس زار الملك فهد واشنطن وقبل العشاء الرسمي وقع خلاف وراء الابواب المغلقة كان من الممكن ان يهدد هذا الاختلاف العلاقات بين البلدين.

فقد سلم الوفد السعودي البيت الابيض وفقاً للبروتوكول نسخه عن خطاب الملك فهد إلا أن البيت الابيض رفض تقديم نسخه بالمقابل عن خطاب الرئيس ريغان.

الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز السفير السعودي السابق في واشنطن: (فبلغت الملك طال عمرك البيت الابيض رفضوا يعطونا الخطاب قال لا يمكن! ليش؟ قلت والله رفضوا)

وبعد دقائق استدعى الملك فهد الأمير بندر وأعطاه أوامر جديدة أرادا توصيلها إلى مساعد الرئيس ومع أن الأمير كان محتاراً إلا أنه أطاع الأوامر.

الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز السفير السعودي السابق في واشنطن: (أنا ذُهلت! وحبيت أسأل قال لا تسألني تحرك الان، طبعا أنا خدمت نصف حياتي ضابط في القوات الجوية أخذت الأمر من قائدي وطلعت. طلبت مكفارلين جاني برا قلت شوف لا تسالني سؤال انا ما عندي جواب الملك بيقولك الفقرة اللي على الشرق الأوسط شيلها تماماً وإذا الرئيس القاها العلاقات السعودية الامريكية تنتهي الليلة.. قال لي كيف عرفتم؟ قلت والله ما ادري.. رجع وكتب على المنيو نوت وأرسلها مع واحد من الجرسونات إلى الرئيس ريغان، ريغان قرأها و أنا جالس برا وطلع الخطاب حقه وأرسله لمكفارلين، مكفارلين أخذ القلم و شفته شطب على فقرات ورجعها إلى الرئيس، لما أنتهى العشاء وجاء الخطابات وقف الرئيس ريغان وحيا الملك كصديق و أمريكا والسعودية أصدقاء و… و… و… وشكراً، انتهى الخطاب وقف الملك فهد وحيا الرئيس وشكره على حسن الضيافة وأكد له أنه فعلا أنا أحب اشجع الرياضة والشباب.

خادم الحرمين الشرفين الملك فهد يلقي خطابه: (مارست الرياضة قبل أن تمارسها المملكة العربية السعودية)

الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز السفير السعودي السابق في واشنطن: (جميع الوفد السعودي بما فيهم أنا جمدنا على كراسينا، شايفين خطاب الملك وشغالين عليه يومين ونعدل فيه ثلاثة اربع مرات وكان خطاب مركز وفيه فقرة كبيرة عن السياسة والعلاقات الدولية انتهى خطاب رئيسنا بالحديث عن الكورة، فلما دخل يرتاح تبعته استئذنت منه طال عمرك ممكن أسألك سؤال.. وش حصل؟ أنا ضنيت يمكن الخطاب نسيه وكان معانا صوره ثانيه.. قال: أنا قرأت خطاب ريغان قلت كيف؟ أنا طلبت منهم رفضوا يعطونا ! قال وحنا على العشاء أنا شكيت ليش البيت الابيض لم يرغب في تسليمنا خطاب الرئيس ، جلالة الملك قال للمترجم زكي طيب ممكن تعطيني نسخه من خطاب الرئيس أشوفها قال أنا أسف يا جلالة الملك عندنا تعليمات ما أحد يطلّع على الخطاب إلى أن يلقيه الرئيس يقول سألته من اللي يقدر يعطيك أذن توريني الخطاب قال الرئيس، التفت على الرئيس وحكى معها بالإنجليزي Mr. President , I show you my speech you show your speech ? قال له في ما معناه يا فخامة الرئيس انا أوريك خطابي تحب تشوف خطابي ممكن أشوف خطابك.. ريغان بكل بساطه وكل براءة قال طبعاً يا زكي أعطيه الخطاب.. أخذه الملك وقرأه لما قرأه كان فيه فقرة بـ يقول فيها الرئيس ريغان السلام مهم في الشرق الاوسط وانه من سبقونا عملوا سلام رئيس وزراء اسرائيل بيجن والرئيس السادات والرئيس كارتر.. والسادات مد يده لبيجن وتصافحوا وعملوا السلام وأنا يا جلالة الملك أرغب أنا وأنت نعمل سلام أمد يدي لك وتمد يدك لرئيس وزراء إسرائيل وأنا وأنت وهو نعمل سلام.. هذا بالنسبة لنا كان موقف حرج أولاً وغير مقبول لأن ما يمكن ملك المملكة العربية السعودية يتصافح مع رئيس وزراء اسرائيل وما بينا سلام وما بعد حلت مشكلة القضية الفلسطينية ولما شافها عرف أنه وضع محرج أما يرد عليه رد وينسف كل النتائج الإيجابية في الزيارة أو يتفادها.. وتفادها بهذا الشيء)