مؤتمر مدريد للسلام جاء بعد أن وحد الملك فهد الموقف العربي تُجاه فلسطين كما أنه حقق التسوية لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان، وقام بأهم دور لمواجهة غزو الكويت كما حقق أدوار هامه لحل إشكالات أعضاء مجلس التعاون الخليجي وقضى على أسباب الخلاف بين المملكة العربية السعودية واليمن، تصرف الملك فهد دائماً كرحل سياسة عادل وأمين ومن أذكى أعماله السياسة عندما ألتقط مأساة خرب الخليج وحولها إلى فرصة ذهبية لحل مشكلة الشرق الأوسط لتكون تاريخاً جديد للعرب بعد أن ظن كثيرون أنه سينشغل بأمن الخليج فقط.
تشارلز فريمان سفير أمريكي سابق: (لم يكن أحد أكثر تحمساً من الملك فهد باستثناء ولي العهد الأمير عبدالله أخذين في الاعتبار أن بلدهم سيستفيد الكثير من انتهاء كل هذا القتال والمعاناة في الشمال)
مؤتمر مدريد للسلام
وأتت الفرصة للدعوة إلى مؤتمراً دولي تحت رعاية واشنطن وموسكو حيث يجلس الجميع لأول مره في تاريخ النزاع للبحث عن تسوية سلميه.
د. غازي القصيبي وزير العمل السعودي الأسبق: (لم يكن إنجازاً سهلاً وإنما تطلب الكثير من الصبر والكثير من الحكمة وفي رأس الحكمة الواقعية كان يعرف دائما الحدود التي يستطيع أن يذهب إليها والحدود التي لا يستطيع أن يتجاوزها، الحدود التي تستطيع الدول الأخرى أن تذهب إليها)
كان مفتاح الدبلوماسية السعودية إقناع بعض الدول العربية المترددة بإحراج إسرائيل وإقناع واشنطن إشراك الفلسطينيين فيكون ذلك اعتراف عالمي بهم.
جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي السابق: (كان الفلسطينيون مترددين قليلاً ولكنهم اطمئنوا بأن الدعم السعودي سوف يستمر وكان ذلك أحد العوامل التي جعلتهم يقررون بأن يرسلوا وفد، وكان وفد جيد من داخل الأراضي المحتلة)
دور المملكة في مؤتمر مدريد للسلام
الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي في واشنطن سابقاً: (كان دورنا، دور المملكة خلف الستار، التحضير الإقناع التنسيق إعادة التخطيط إلى أخره، لما الاخوان السوريين وجدو صعوبة في الموافقة في أخذ القرار النهائي في السفر ولا يريدون أن يجتمع عليهم الإسرائيليين والأمريكان والأوربيين ضدهم كان عندهم نوع من هذا التخوف، قرر الملك فهد انه عشان نقنعهم أن حنا بنمشي معهم لأخر الخط وإذا فيه ضغط سياسي على سوريا في أثناء تواجدها هناك المملكة ستقف معها)
وللتأكد من أن بعض الوفود تستطيع الحضور إلى مؤتمر مدريد للسلام دفع الملك فهد تكاليف الإقامة وبعد نشاط دبلوماسي مركز وصل كافة المشتركين إلى مدريد، أن حقيقة اتفاقهم على الذهاب إلى المؤتمر كانت في حد ذاتها إنجازاً دبلوماسي عظيماً وخطوة حيوية في عملية السلام، انحازاً حققه خادن الحرمين الشرفيين الملك فهد بشجاعة وإيمانه بضرورة إلى سلام عادل.
خادم الحرميين الشرفيين الملك فهد: (أن دول الخليج شاركت بمندوب عنها والأمين العام لمجلس الخليج)
د. عبدالله بشارة الأمين العام السابق لمجلس دول التعاون الخليجي: (أنا في الحقيقة تم اختياري أو تكليفي كأمين عام لمجلس دول التعاون ممثلاً هذه الدول كمرافق، ووضعت لي يافطة وجلست وكان هناك المستشار والمؤثر ايضاً سمو الأمير بندر)
جورج بوش الرئيس الأمريكي السابق: (أرى في المقام الأول أن مؤتمر مدريد للسلام كان خطوة أساسية إلى الأمام، لن أنسى ابداً عندما دخلت برفقة ميخائيل كربتشوف المؤتمر في مدريد ورأيت زعماء العرب في جانب من القاعة والزعماء الإسرائيليين في جانب أخر، وما كان هذا المؤتمر لينعقد لولا الطريقة التي ميزت بداية الحرب ونهايتها)
كانت الوفود العربية تجتمع مرتين كل يوم في مؤتمر مدريد للسلام لبحث مواقفها الإستراتيجية.
د. أسامة الباز مستشار الرئيس المصري سابقاً: (السفير السعودي القدير في المملكة وهو الأمير بندر بن سلطان لأنه كان يتحرك، كان ينقل إلى الجانب الأمريكي مباشرة الموقف العربي ويدافع عنه ويقول أن جلالة خادم الحرمين الشريفين يرى كذا وكذا وهو يتفق مع العالم العربي في كذا وكذا، وكان هذا عامل مؤثر)
د. عبدالله بشارة الأمين العام السابق لمجلس دول التعاون الخليجي: (وكانت تعقد الاجتماعات في جناحه مع منظمة التحرير ومع الوفود العربية كنا نلتقي هناك ليلياً لتقييم الأوضاع وانطلقت الاتصالات من مؤتمر مدريد ثم طبعاً تحولت إلى لجان ولقاءات في واشنطن أو في أماكن أخرى، ولكن الملك فهد هذه المواقف فطنة الملك فهد ايضاً ساهمت مساهمة كبيرة في مشاركة بالذات الفلسطينيين وتسخير العقبات ليشاركوا مع الوفد الأردني ودول مجلس التعاون بمباركتها في المؤتمر)
الملك فهد اللاعب السياسي
لقد بين خادم الحرمين الشريفين مرة ثانية بأنه لاعب سياسي دولي أوصل الجميع إلى طاولة السلام.
جورج بوش الرئيس الأمريكي السابق: (أعتقد أن دور الملك فهد كان مؤيداً وقد يتسأل البعض ما إذا كان ذلك يغير من الأمر شيئاً، نعم أنه دور مؤثر لأن القادة العرب ولأسباب خاصة بهم نفهمها كانوا قلقون من فكرة الجلوس في منتدى مفتوح)
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد: (فإذا كانت إسرائيل السلام في الواقع فتحت أبواب السلام لها وكانت تقول أن الفلسطينيين بالذات لا يريدون أن يجلسوا مع الإسرائيليين على طاولة واحدة، أظن المنطق والذي شاهدناه في التلفزيون وسمعناه تحدثوا الفلسطينيين بالحديث الذي يريد أن يوجد السلام)
جورج بوش الرئيس الأمريكي السابق: (ولكن دعني أقول شيئاً سيسجل التاريخ أن قيادة الملك فهد ومشاركته في ذلك المؤتمر كانت شيئاً عظيماً، شيئاً يجب أن يكون العالم ممتن منه)
د. غازي القصيبي وزير العمل السعودي السابق : (أستطيع أن الخص نظرته للسياسة الخارجية بكلمة واحدة وهي الواقعية ، كان ولا يزال رجل واقعي جداً كان يقول لا تتحدى الدول التي تستطيع أن تدافع عن مصالحها بالتعرض لمصالحها ، وكان يقول لا تتخذ لنفسك دوراً أكبر من حجمك وأكبر من قدراتك ،وكان يؤمن أن بعض الأشياء مهما بدت منطقية اذا لم يكن التوقيت مناسب فلن تحدث ، وفي الواقع كان هو يعني يحمل نوعاً من الإعجاب لشخصية الرئيس جمال عبد الناصر ولكنه كان يقول دائماً أن الرئيس جمال عبدالناصر عندما يقف وراء الميكروفون ينسى كل شي ، ينسى حجم دولته وينسى حجم أعداءه ،فكان هو حريص على أن لا يتكرر الخطأ ، أنه يجب على الدولة ألا تتصرف بما يزيد على قدرتها وعلى طاقتها وأن أي دولة تتصرف على نحو لا تتحمله عناصر قوتها الوطنية سوف تفشل )
الأمير تركي الفيصل السفير السعودي في لندن سابقاً: (الله يسلمه إذا كان الإنسان ممكن أن يصفه بصفة بالنسبة للعالم العربي فهي صفة حكيم العرب، لأنه في تعامله مع أشقاءه العرب كان يتبع الحكمة قبل العاطفة وكام يسخر تفكيره لكيفية رأب الصدع من خلال الحكمة وليس من خلال العنتريات والشعارات البراقة وبعض الأساليب التي كان يستخدمها بعض القيادات العربية)
الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي السابق في واشنطن: (أعتقد شخصياً أن الملك فهد في داخله كان عنده شعور بالراحة أنه بعد الصبر كله طلع بنتيجة والنتيجة تخدم القضية العربية وتخدم أخوانا الفلسطينيين وتخدم الأمه العربية بشكل عام لأن السلام في نظر فهد معناه استقرار، أمن، اقتصاد هذه الثلاث نقاط معناها بناء، تنمية.. وفهد بن عبد العزيز الإنسان كان شغوف بالتنمية)